أحمد أبو تليح يكتب : كاهنة فرعونية من أصول ايرلندية
كانت تلهو دوروثي كبقية الاطفال في مثل عمرها البالغ ثلاث سنوات فانزلقت رجلها من فوق الدرج فسقطت على الارض فاقدة للوعي . هرول الأب والأم إلى سماعة الهاتف طالبا المساعدة من الطبيب . حضر الطبيب على عجلة من أمره تفحصها جيدا وقدم أسفه وتعازيه الى الوالدين فقد غادرت دوروثي الحياة وتركهما يودعا بنتهما بينما ذهب هو لتجهيز تصريح الدفن وعاد بعد ساعة ليتفاجأ كما تفاجأ الوالدان أن دوروثي نهضت من فراش الموت وراحت تلعب ودون أن تشكو من اي مضاعفات ولكن المفاجأة حين توجهت دوروثي بالحديث الى والدتها أريد العودة إلى بيتنا يا أمي ردت الام بالفعل نحن في منزلنا يا دوروثي اعترضت دوروثي على أمها واصفة بيتها بالبيت الضخم ذو الاعمدة العالية والحديقة الشاسعة في الفناء الخلفي
أستعجب الوالدان وتدخل الطبيب قائلا ربما من أثر الارتطام .بعد قليل ستصبح علي خير ما يرام . هدأت الطفلة قليلا ولكنها ما زالت تشعر بالغربة وتطلب العودة إلى بيتها. ذهبا بها الى المستشفى للاطمئنان. كان نفس الرد أن هذا عادة ما يحدث بعد الصدمات والحوادث وسوف تعود إلى طبيعتها عاجلا أو أجلا . وفي ذات يوم ذهب الوالدان إلى المتحف في مدينة لندن وتجولا في الأقسام المختلفة والطفلة دوروثي تشعر بالامتعاض ، والضيق كبقية الاطفال حتى دخلوا الي القسم المصري وعندما شاهدت دوروثي التماثيل الضخمة للملوك المصريين . هرولت إليهم تقبل أقدامهم وتهلل هؤلاء هم قومي هؤلاء هم أهلي أستعجب الزوار من ردة فعل الطفلة مما حذا بوالديها الانسحاب مسرعين مهدئين بنتهما وعادا إلى البيت وفي اليوم التالي ذهبا بها الي مستشفى الامراض النفسية وتم احتجازها بضعة أيام وخرجت مكتوبا في تقريرها الطبي أنها سليمة نفسيا وعقليا ولا تعاني من اي شيء مرضي .
أحضر لها الاب بعض من الكتب التي تتحدث عن الحضارة الفرعونية وذهبت تلتهم الكتب التهاما حتى شاهدت صورة لمعبد أبيدوس فصرخت هذا هو منزلي ولكن ما الذي حطمه بتلك الصورة وأين الحديقة ؟ وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها
أحضر لها والدها مدرس متخصص في اللغة المصرية القديمة ولكن كانت المفاجأة الذي يستغرقه الانسان الطبيعي في تعلم اللغة عامان أو اكثر بينما دوروثي أتقنت اللغة في شهرين فعندما سألها معلمها عن السر قالت له أنا اتذكر معك فقط ما كنت قد تعلمته قديما في المعبد وتخرجت دوروثي وعملت في احدى الصحف المحلية وتعرفت علي شاب مصري كان يعمل هناك أسمه -إمام عبد المجيد- سرعان ما انجذبت إليه وتزوجا وعادا الي مصر قاطنين حي القلعة وبعد عامين انفصلا بسبب سفر إمام في بعثة الى العراق بينما أصرت هي على البقاء في مصر وكان نتاج الزواج ولد أطلقت عليه سيتي نسبة الي الملك سيتي الاول التى كانت تعمل كاهنة في معبده وانقطعت أخبار سيتي و والده إمام ولا ندري ماذا حدث لهما . بينما انتقلت هى إلى نزلة السمان بجوار الأهرامات وتعرفت على المستكشفين الأوربيين ومنهم تعرفت على الدكتور حسن سليم ( الأثري المصري الشهير صاحب موسوعة سليم )ومن بعده الدكتور فخري والتي كانت تساعدهم في الترجمات وقراءة اللغة المصرية القديمة ونقل الرسومات الفرعونية وكانت تصحح لهم لغتهم الانجليزية . وتم تعيينها في وزارة الاثار و انتقلت مع البعثات إلى وادي الملوك في الاقصر وأرشدت عن موضع مقبرة سرية لشخصية مهمة ولكنها أصبحت مكروهة فيما بعد وتم الاكتشاف بعد عدة سنوات الملكة تي أم الملك أخناتون . وهي في طريق العودة من الأقصر طلبت من البعثة المرور علي معبد أبيدوس بالعرابة المدفونة بسوهاج ولبوا لها طلبها وعندما دخلت المعبد وشعرت أنها في بيتها سألت المسئولين أين الحديقة الخلفية فنفوا وجود حدائق ولكن أرشدتهم على مكانها وبالحفر والتنقيب وجدوا فعلا اثار الحديقة وطلبت من البعثة تكملة رحلتها الى القاهرة وستبقي هي هنا في بيتها الذي طالما كانت تبحث عنه . طلب رئيس البعثة من محمود حارس المعبد أن يسكنها في بيت مخصص للبعثات الأثرية وسكنت فترة ثم انتقلت للعيش مع عم محمود في بيته وعندما توفت انتقلت للعيش مع أحد ابنائه وهو الحاج أحمد وكان يرافقها طفلا اسمه عبد الناصر أطلقت عليه اسم حورس وعلمته بعض الاسرار الفرعونية وتحدث عبدالناصر احمد محمود حفيد عم محمود قائلا كانت سيدة قليلة الكلام وكانت عندما تمرض تطلب عقربا يقوم بلدغها فيموت العقرب وتشفى هي وكانت تقرا عزائم على اطراف النخل تجعله يدور حول نقسه مثل المروحة وكانت تصحبني في صلاتها في المعبد كل صباح وتدخل حافية القدمين تقديسا للمكان . وكانت تقوم بعلاج أهل القرية بالطريقة الفرعونية القديمة
دوروثي لويس ايدي
المولودة في بريطانيا عام 1904 والمتوفية عام 1984
تحكي عن نفسها أمام كاميرات الصحفيين والتلفزيون على مستوى العالم تقول
كان يراودني حلم غريب وانا طفلة يقول لي أنت الأن في الغرب لكن عليك الذهاب الى الشرق حيث موطنك وكنت أرى نفسي فتاة أرتدي الأبيض وأنام مع الفتيات في المعبد ويأتي الملك سيتي الأول ينظر علينا ثم يغادر وفي حلم أخر رأيت نفسي في محاكمة من الكهنة ويتم استجوابي لظهور علامات الحمل على ولكن رفضت الكلام لأن الملك سيتي هو والد الطفل الذي في بطني وفضلت الانتحار بالسم كي لا أؤثر على مستقبل الملك الذي كان مرشحا أن يصبح نصف إله وكنت المسؤولة عن المكتبة التي تقع في سراديب تحت المعبد على عمق ثمانون مترا وكان يأتي إلى الكاهن ويقول لي أنت (بنتر شيت ) من أسرة متوسطة فوالدك جندي في جيش الملك وأمك بائعة خضروات وعندما توفت أمي وهبني أبي للمعبد أخدم فيه وتعلمت أسرارا كهنوتية وغرم بجمالي الملك سيتي ودفعت حياتي فداء له، وتضيف أم سيتي الكاهنة المصرية الايرلندية الاصل ولقد أطلقت على أبني الوحيد أسم سيتي تيمنا بأسم الملك والد رمسيس الثاني . ولقد أرشدت بنترشيت أو أم سيتي أو دوروثي ايدي علي العديد من الدفائن في مواقع أثرية عدة ومنها السرداب المؤدي الي المكتبة أسفل معبد أبيدوس تلك المكتبة التي قضت فيها اعواما تقرأ وتتعلم أسرار الكهنة الفرعونية
وطلبت عند وفاتها أن تدفن في المعبد لكن وزارة الاثار رفضت طلبها
وتم دفنها بقبر مستقل بالقرب من مدافن المسيحيين وكتب علي قبرها
باللغة الانجليزية ( أم سيتي دوروثي لويس إيدي 1904 / 1984)
يا لها من قصة حقيقية ولكنها أغرب من الخيال