أحمد أبوتليح يكتب هومو سابينس نزلة خاطر السوهاجية
عندما طلب بطليموس الثاني ( 280 ق.م ) من الكاهن المصري مانيتون السمنودي عمل كتاب يفصل تاريخ مصر القديم وسمي الكتاب ـ إيجيبتانا وذكر فيه تقسيم الأسر الحاكمة إلى واحد وثلاثين أسرة حاكمة فيما يعرف حاليا بالأسر المصرية القديمة أو بأسم الفراعنة وذكر في نفس الكتاب أنه يوجد تاريخ طويل قبل عصر الأسرات فيما يسمى بحضارات البداري ونقادة وحضارة المعادي وغيرها من الحضارات المنتشرة قبل عصر الملك مينا موحد القطرين . وعندما حضر هيرودوت ليتزود من علوم المصريين وعندما حط رحاله في أقدم جامعة في العالم وهي جامعة معابد أون ( عين شمس حاليا ) و راح ينهل من علم كهنة مصر سألهم متى بدأت الحضارة المصرية فأجابوه بلغز لم يفهمه و وخجل أن يستوضح اللغز فيتهموه بالجهل . حيث ذكر الكهنة المصريين لهيرودوت ( بدأت الحضارة المصرين قبل أن تشرق الشمس من الغرب وحدث أن أشرقت الشمس من الغرب مرتين ) فسكت هيرودوت ولكن علماء العصر الحديث أثبتوا أن الانقلاب الشمسي يحدث كل ستة عشر الف سنة ومعني كلام الكهنة المصريين أن الانقلاب حدث ثلاث مرات أي ما يقارب تسعة وثلاثون ألف سنة . بينما أجمع العلماء أن الحضارة المصرية عمرها سبعة الاف سنة فقط فأيهما أصدق وأيهما نصدق .
في عام 1980 ميلادية وتحديدا في نزلة خاطر بمدينة طهطا التابعة لمحافظة سوهاج بجمهورية مصر العربية أكتشفه بعثة أوربية هيكل عظمي لشاب يتراوح عمره من 17 الى 19 عام والجمجمة بحالة جيدة مع فقد بعض الاطراف وقليل من الأضلع وبالدراسة والتحليل العلمي تم تحديد العمر الزمني للهيكل العظمي أنه عاش ما بين ثلاثون الى خمسون الف سنة ( 30000الي 35000) من الأن الجنس (الهومو سابينس ) وهو يعتبر الإنسان العاقل الأول حيث (Homo sapiens) هو النوع الوحيد المتبقي من جنس البشري (الأناسي)، وهو العاقل الوحيد، الذي يمتلك -خلافاً لبقية الحيوانات على الأرض- دماغا عالي التطور، قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي الذاتي وإعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها. ليس هذا فحسب بل إن الإنسان يمتلك جسماً منتصباً ذا أطراف مفصلية علوية وسفلية يسهل تحريكها وتعمل بالتناسق التام مع الدماغ، وهذا يطعن نظرية دارون في مقتل حيث يقول الانسان تطور من قرد
ويعتبر إنسان نزلة خاطر هو الثاني قدما على وجه الكرة الارضية حيث يسبقه تاريخيا أنسان تل الترامسة بالقرب من دندرة بقنا . ويعتبر طفل الترامسة الذي عاش فى مصر منذ أكثر من 50 ألف سنة، كما يرجح بعض الأثريين للترميم الدقيق بمتحف الحضارة؛ نظرا لحالة الهيكل السيئة للطفل الذي توفى فى عصور ما قبل التاريخ فى أحد جبال الصعيد "تل الترامسة" أثناء قيامه بالعمل مع عائلته فى جلب الحصي والزلط؛ لاستخدامه فى حياته المعيشية آنذاك.
وجدير بالذكر أن حضارة تل الترامسة أقدم من حضارة نقادة
وتم نقل طفل الترامسة وشاب نزلة خاطر السوهاجية الى متحف الحضارة بالفسطاط عندما تم نقل مومياوات الفراعنة في حفل بهيج شهده العالم . ولكن الذي أعاد الحديث الى الواجهة هو قيام بعض العلماء بعمل صورة تقريبية ثلاثية الأبعاد بالذكاء الاصطناعي تظهر ملامح وجه هذا الشاب الموغل في القدم حيث تتم تلك التقنية بأخذ مئات الصور من جهات مختلفة للجمجمة وببرنامج متقدم يقوم الكمبيوتر بعمل نموذج تقريبي يحاكي الانسان الحقيقي . بينما أعترض مسؤولي الاثار المصريين أن ذلك الفريق البرازيلي الذي قام بتلك التجربة لم يذكر من أين حصل على تلك الصور ولم يلمحوا من أين مصدرهم وربما تكون القياسات الاثرية للجمجمة غير مطابقة للواقع وأن حدث ذلك فأنه حدث بدون إذن مسبق من وزارة الآثار ولا بتعاون مشترك بيننا وشكك المصريون في دقة النتائج . ولكن في النهاية نجزم القول بأن أقدم حضارة مصرية تصل الي خمسين ألف سنة وليست سبعة ألاف سنة فقط كما يروج البعض لذلك .