عبدالحى عطوان يكتب : الكاتب والابتزاز
دائما ما يخوض الكاتب عند تناوله فكرة ما للكتابه عنها حوارًا داخليًا مع النفس قد يبدو صامتاً احيانا وكأنه همس مع الذات أو صاخبًا أحياناً أخرى أشبه بصراع المعركة الحربية لما ترصده عيناه وذاكرته من احداث يومية بمختلف شخوصها و تغيراتها وتنوعها
وعلى المستوى العام خلال الآونة الأخيرة لتنوع الضمائر والانفس والايدلوجيات بدأنا نشاهد تعرض بعض الكتاب لما يطرحونه لنوع من الابتزاز الرخيص خاصة مع انتشار الصفحات الوهمية وابطال "الفيس بوك " الجدد الذين وجدوا من مواقع التواصل مجالا للتنفيس عن نواقصهم وغرائزهم خاصة بزمن له معطياته ومعاركة وقصصة ورواياته المختلفة تماماً عن زمن انقضى كانت له ابطاله وقواعدة وحتى معاركه كانت تدار بشرف وباخلاق بينما اليوم بكل المقاييس ما يحدث من البعض يؤكد اندثار كل القيم وظهور قيمًا واخلاقًا ما كنا نعرفها لدرجة بعدما كان التحدث بصوت مرتفع يخدش اذان الاخرين ويقلل من قيمة صاحبة وصل بنا الحال الى كل ماهو غريب ودخيل مما اعطى كل هذا صعوبة للكاتب ان تجد كلماته طريقاً لأذان وعقول الناس واصبحت معاناته يوميه فيما يكتب ليلاقي طرحة أرضية خصبة وسط كم التناقضات والاختلافات والشائعات والمهرجانات
وما لا يعرفه البعض أن من اتعس لحظات الكاتب التي يمر بها تلك التي يشعر فيها أن فكرته لم تصل إلى الناس أو أن أحد القراء قام عن عمد بتحريفها أو تشويهها أو أنه على أقل تقدير اساء فهمها ثم بنى عليها أحكاماً هى أبعد ما تكون عن المراد منها بقصد النيل منه بانحطاط اخلاقى متعمد
ايضا قد يعانى الكاتب أو الاديب معاناة نفسية يتوقف خروجه منها على قدرته وقوته وصلابته عندما يحاول أحد المتابعين ابتزازه تحت أى مسمي خاصة إذا اتجه به إلى الإبتزاز الدينى حتى ينحاز له انصاف المثقفين وأصحاب التوجه والايدلوجيات الفكرية بتحويل فكرة المقال الى حرب شخصية وبدلاً من ينتقد الفكرة يتجه هنا إلى شخص الكاتب نفسه مروجًا أي اكاذيب أو شائعات لينال منه فبدلاً من التحليل المنطقي لما جاء بالمقال من أفكار يتخذ طريقاً للعداء وصناعة معركه بدون سبب
والغريب هناك نوع آخر من المتابعين لا يعجبه ما تكتب في أي اتجاه كتبت فان تحدثت عن الجمود الفكري انتقدك وان تحدثت عن التطور هاجمك فهو مصمم على انتقادك فهو يملك تلك النظرة السوداوية فلا يعجبه ان تنحاز يمينا او يسارا أو حتى أن ظللت في الوسط فهو يصب سهام سيفه مهاجم لك أن اجدت أو أن اخفقت متخذا من لونك او أسمك أو أيدولوجيتك أدواته حتى بين اصحاب مهنتك نفسها قد تجد هذا النوع من البشر
ناهيك عن نوع آخر من الناس يتربص بك ويقتطع العبارة من سياقها ليبني عليها هجومه وما يريد أن يصوره لنفسه وإخراج ما بداخلة حسب اهواء النفس البشرية لذاته هو فيصب فشله أو كره الناس له على نجاحك او لحبهم لك متصورا أنه بطل و في حقيقة الأمر أنه بطل من ورق أدواته الفتنه والحقد
اما النوع الآخر من البشر وهو المتصالح مع الذات والمتسق مع نفسة حتى إذا لم يتفهم الطرح وكان بعيداً عن ايدلوجيتة وفكره تابعك بعبارة بسيطة " اوجزت فأحسنت " أو بالتوفيق ولا يصب جام غضبه كالأغبياء وإذا أعجبه المطروح وكان في الإتجاه الفكري له وتعادل مع ثقافته تناقش معك وطرح وجهة نظره بكل أحترام
وفى النهاية... برغم كل هذا الصورة التى تحمل نوعاً من التفاؤل والأمل هو تزايد اعداد المثقفين وأصحاب الرؤيا برغم أنهم أحياناً يمتنعون عن ابداء الرائ او المناقشة منعا للدخول في المهاترات مع حديثي الفيس والصفحات المجهولة التي اصبحت تشوه ملامح الجمال حتى في أفكارنا وعقولنا والغريب قد يصدقها الكثيرين لهوى نفسها