قنبلة السفر عبر الزمن إلى الجاهلية بقلم : أحمد أبو تليح
استيقظ كعادته في الصباح الباكر . ليجد الأجواء هادئة على غير المعتاد . نظر من نافذة الغرفة لا شيء يتحرك سوى الهواء وحفيف ورق الشجر . توجه إلى الحمام ليأخذ حمامه الصباحي فلم يجد ماء أكتفى بغسل وجهه وتفريش أسنانه من قارورة ماء صغيرة مخصصة للشرب لاحظ انقطاع الكهرباء في شقته نزل مهرولا ليدير محرك سيارته الحديثة فلم تستجب له . حاول استخدام المحمول ليستدعي سيارة أجرة تقله الى مقر عمله في شركة الحواسيب المتقدمة . فلم يجد اتصال بالشبكة العنكبوتية ولم يستجب إي برنامج للعمل حاول التواصل عبر الهاتف لينقذه أي صديق فلم يجد استجابة فشبكة الهاتف معطلة . بدأ القلق يتسرب إلى نفسه وكأنه بدأ السقوط في بئر التخلف التكنولوجي . ذهب إلى مقر الشركة ليجد البوابات معطلة و المصاعد معطلة وكل شيء معطل
هذا ليس سيناريو خيالي من فيلم خيال علمي أمريكي.. بل هذا ما سوف يحدث تماما بعد تعرض أي بلد لقنبلة كهرومغناطيسية وهى القنبلة الأقذر في العالم حيث ترجع بك ثلاثمائة عام إلى الوراء حيث لا كهرباء ولا اتصالات ولا مواصلات ولا أجهزة الكترونية ولا شبكات نت ولا محطات تلفزيون أو إذاعة ولا محطات تحلية مياه ولا مصاعد ولا مترو انفاق ولا أي شيء يمت للعصر الحديث بصلة سوف نعيش في صحراء كل يعتمد على مجهوده للحصول على غذائه والادوية العشبية ترجع الى الواجهة بديلة للكيماوية .
فما هي القنبلة الإلكترونية وماذا تفعل بالضبط ؟
بدأ التعرف على القنبلة الإلكترونية بعد تفجير القنبلة النووية ( little boy )
على مدينتي هيروشيما ونجازاكي فقد لوحظ بالإضافة المفعول التدميري للقنبلة وجود تعطل الاجهزة الكهربية والالكترونية على بعد الاف الكيلومترات من مركز الانفجار . وبالدراسة اتضح ان القنبلة النووية يصاحبها صدور موجات كهرومغناطيسية عالية التردد تتمدد الى الا ف الكيلومترات في جزء من الثانية وتؤدي الى تدمير جميع الكمبيوترات والاجهزة الالكترونية . ولقد أطلق العلماء على تلك القنبلة الكهرومغناطيسية ( EMP) وهو مصطلح يطلق على نوع من الانفجار الكهرومغناطيسي الاشعاعي الذي ينشأ بسبب انفجار (تفجير بسلاح نووي غالباً أو من تقلبات مفاجئة في المجال المغناطيسي. يمكن الاستفادة من التغيرات السريعة في الحقول الكهربائية في بعض الأنظمة الكهربائية لتدمير عناصرها الإلكترونية بتأثير انهيار الجهد.
ويطلق عليها أيضا القنبلة الخضراء حيث لا تؤثر على البشر مباشرة ولا الحيوانات ولكن يكون تأثيرها مقتصر على تدمير البنية التحتية للبلاد من اتصالات ومواصلات كما سبق ووضحنا . سوف تسألني كيف ذلك ؟ سأوضح لك أن بعض الدول صنعت قنبلة هيدروجينية خارج الغلاف الجوي ووجدوا تأثير الكهرومغناطيسي جدا قوي وتم تهديد الولايات المتحدة في رسالة مشفرة حين أعلن الزعيم الكوري / كيم جونغ أون : بأن كوريا الشمالية نجحت بتفجير قنبلة هيدروجينية خارج الغلاف الجوي وهذا معناه أنهم نجحوا في امتلاك أقذر قنبلة على مر التاريخ تلك القنبلة الثى ترجعنا الى عصور التخلف . كما أعلنت إيران امتلاكها لمثل تلك القنبلة فما كان من الدول الأخرى العمل على حماية نفسها من تلك القنبلة الثى تجعلنا نسافر الى الماضي ثلاثمائة عام .
فتم اختراع صندوق (فارادي) تخليدا للعالم / مايكل فارادي ويقوم ذلك الصندوق بحماية رسيفرات التواصل الحربي من التعطل وذلك لأنه لو أنقطع التواصل بين القادة وجيوشهم سيصبحون فريسة سهلة الاصطياد باقل الخسائر . ومن الدول القلائل الذين سعوا ونجحوا في سعيهم لتوي الحذر من تلك القنبلة اللعينة هي مصر
حيث أنشئت مجمعا للاتصالات تحت قبو محمي من تأثير الموجات الكهرومغناطيسية الثى تدمر الوصلات الثنائية و الشرائح الثى تعتمد عليها أجهزة الكمبيوتر وكبائن الاتصالات . ولكن حتى الأن لم يجرب العالم تلك المخاطر بشكل عملي حتى الأن . إلا أنه حذرت بعض الجهات العلمية أن الشمس أيضا تعتبر مصدرا مدمرا للتكنولوجيا إذا وصلت الموجات الكهرومغناطيسية الناجمة من الانفجارات الشمسية الى الغلاف الجوي للكرة الأرضية .
فإيهما يكون له السبق في تدمير الحضارة العصرية الانفجار الشمسي أم القنبلة الكهرومغناطيسية ليتحقق قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام حين قال : ما معناه لا تقوم الساعة حتى تكون الحرب بالسيوف وعلى ظهور الخيل ولن يتحقق ذلك الا بعد تعطيل جميع أجهزة الحرب الحديثة وفناءها .