فريد عبد الوارث يكتب: "ليبيا".. خيبة الأمل راكبه جمل
نادراً ما أكتب عنواناً لمقال باللغة العامية، لكني ما وجدت ابلغ من ذلك المثل الشعبي ليعبر عن حالة دولة ليبيا التي كانت ( الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية العظمى) و باتت القبائل العربية المشتته و المتقاتلة و الفصائل المتناحرة و المختلفة على سرقة المال الليبي العام، رحم الله القذافي و لعن قاتليه فها هي أحلام الخونة و الثوار تعود بخيبة الأمل راكبه جمل! و ها هو الشعب الليبي يتمنى يوماً من أيام القذافي!
حكومتان و جيشان في الغرب و الشرق برلمانان و عدد لا حصر له من المليشيات اتفقوا على سرقة أموال النفط الليبي و اختلفوا على التقسيم! و كل منهم يحاول خداع العالم و الشعب الليبي بشعارات المرحلة الانتقالية و الديمقراطية و التوصل لسلام ظاهره الرحمه و باطنه العذاب، و عند أول اختبار أصبح النظام السياسي الهش في مهب الريح و البلاد على وشك الانهيار!
بدأ الصدام من الغرب حيث البنك المركزي الليبي الذي يفترض أنه يقسم الأموال و عائدات النفط بين كافة ربوع الدولة، إلى أن بدأ لص طرابلس في محاولة الاستيلاء على كافة الأموال لحكومته محاصراً البنك بالمرتزقة.
واكب ذلك تحركات عسكرية للجنرال المهزوم طول تاريخه العسكري" حفتر" و الذي يعمل بكل جد و إخلاص ليس لإعادة توحيد ليبيا و لكن لسرقة الذهب منها و من البلاد الإفريقية لصالح أسيادة القابعين في " دبي"! تحركت قوات حفتر غرباً منتهكة اتفاق السلام و ةصلت حتى حدود الجزائر _كارثة جديدة _ و تجهيز لصدلم قادم مع الجيش الجزائري!
اعتقدوا شرقاً و غرباً أنهم يمتلكون القدرة على إتخاذ قرار! والحقيقة أنهم مجرد عرائس على المسرح يحركهم الأتراك حيناً و الدول الأوروبية أحياناً!
و لعل ذلك يوضح سبب اللجوء المتكرر و المستمر للعنف و للعمل العسكري و إستعراض القوة لحل الإشكاليات السياسية.
وصلت الأمور لدرجة أن الميليشيات المسلحة تبيع الدينار الليبي في السوق السوداء على بعد أمتار من البنك المركزي، للأسف الجميع شركاء في جريمة لن تنتهي أبداً تدور حول نفط يسيل و نهب قائم إلى آخر برميل بترول!
يحتل جيش حفتر بقيادة ابنه _لم يلتحق بأي أكاديمية عسكرية _حقل نفطي تزامناً مع تحركات عسكرية و اشتباكات مسلحة على حدود تشاد حيث الذهب، و أيضاً تحرك قوات حفتر غرباً ناحية الجزائر، فماذا يريد "حفتر" و ماذا يدبر " الدبيبة" في طرابلس؟ و ماذا ينتظر ليبيا في قادم الأيام بعد أن اختلطت الأوراق و أصبحت الأرض ممهدة لحرب أهلية و اسعة؟
و كل ذلك يتزامن مع مراقبة و تحفز جزائري، حيث لن تسمح بتهديد حدودها الشرقية من عدوها اللدود "حفتر"، و قد حشدت قواتها في مواجهته، فهل تنشب حرب ليبية جزائرية؟ يبدوا أن دور الجزائر قد حان للدخول في الاستنزاف