18:10 | 23 يوليو 2019

محمود سامح همام: دارفور والخرطوم الأكثر تكبداً للخسائر البشرية اثناء الازمة

12:43pm 22/08/24
محمود سامح همام
محمود سامح همام

تعيش السودان واحدة من أشد أزماتها الإنسانية في العصر الحديث، حيث تتشابك خيوط الصراع والعنف مع مصائر الملايين من أبنائها. في قلب هذه المأساة، تبرز دارفور والخرطوم كأكثر المناطق تضرراً، حيث تحصد الأرواح وتتكبد المجتمعات خسائر بشرية هائلة في ظل نزاع لا يرحم. هذه الأزمة لم تعد مجرد أخبار تتداولها وسائل الإعلام، بل واقع يومي يعيشه الناس في هذه المناطق، حيث يصبح البقاء على قيد الحياة تحدياً يومياً، نتناول أبعاد هذه الكارثة الإنسانية، مسلطين الضوء على المعاناة التي تخيم على دارفور والخرطوم، اللتين تحملان العبء الأكبر من الخسائر البشرية في هذا النزاع المستمر منذ اندلاع الازمة في ابريل 2023.

استكمالاً, بالنظر إلى الأزمة الإنسانية في السودان ، ومع تفاقم الصراع بين الأطراف المتنازعة عبر 18 ولاية سودانية، يتضح أن الخسائر البشرية تتصاعد بشكل ملحوظ منذ بداية النزاع. فقد سجلت البلاد  أكثر من 1450 حادثة صراع بتاريخ 18 مارس 2024، من بينها أكثر من 850 حادثة معارك، مما يعكس اتساع نطاق العمليات القتالية بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع. 

هذه الأحداث تؤثر بشكل رئيسي على غير المقاتلين، مما يبرز بوضوح الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين. من بين الولايات الأكثر تضرراً، تتصدر ولاية الخرطوم وولاية غرب دارفور قائمة المناطق التي سجلت أعلى مستويات من الخسائر البشرية، حيث تتحملان العبء الأكبر من تداعيات الأزمة الحالية, ويمكننا تسليط الضوء على اعداد الخسائر البشرية في بعض من الاقاليم السودانية.  

بداية, وبتناول المشهد القتالي بين الأطراف المتحاربة, خلال الأشهر الأولى من عام 2024، حيث كثف الجيش الوطني عملياته ضد قوات الدعم السريع في محاولة لاستعادة المواقع التي استولت عليها الأخيرة لأشهر في الخرطوم. ويمكننا تحليل مواقع انتشار الطرفين للحصول على فكرة واضحة عن حجم السيطرة لكل منهما
.
وبالحديث عن ولاية الخرطوم, يتمسك الجيش بفرض سيطرته على معظم مقاره العسكرية الاستراتيجية في الخرطوم، مثل القيادة العامة ومدرعات الجيش، على الرغم من الحصار المفروض عليها. في المقابل، تهيمن قوات الدعم السريع على معظم أحياء شرق الخرطوم ووسط المدينة، بما في ذلك المواقع البارزة مثل القصر الجمهوري ومجموعة الوزارات المحيطة به، إضافة إلى مباني الدفاع الجوي ومجمع اليرموك الصناعي العسكري، وقاعدة قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة في جنوب وشرق الخرطوم..
ويسيطر الجيش على مقراته الرئيسية بالولاية، بما في ذلك سلاح الإشارة وقاعدتي حطاب والكدرو العملياتيتين. وفي الأيام الأخيرة، بدأت القوات المسلحة في إرسال تعزيزات عسكرية إلى شمال بحري، مما ساهم في تقييد حركة قوات الدعم السريع بين شمال وجنوب المدينة، وفقًا لخبراء عسكريين.
وتشير الأوضاع في الخرطوم، حيث تركزت المعارك على النقاط الاستراتيجية إلى تصاعد حاد في مستوى العنف, ووصل عدد الضحايا في الخرطوم الى  6405 شخصاً,  بالإضافة إلى ذلك، كانت الاشتباكات العرقية في جنوب دارفور من العوامل التي أسهمت في هذا التصعيد. في الفترة من أواخر أكتوبر إلى نوفمبرالماضي لعام 2023، وشهدت المنطقة أكثر من 360 حادثًا عنيفًا .

وعلى صعيد أخر, تتماشى الزيادة الأولية في أعداد القتلى مع الاشتباكات التي وقعت في الخرطوم وحوادث الجنينة، حيث شهدت هذه الأحداث استهداف قوات الدعم السريع لقبيلة المساليت في منطقة غرب دارفور.وهي المنطقة التي شابتها عمليات التطهير العرقي المأساوية لقبائل المساليت، التي دبرتها قوات الدعم السريع وميليشياتها وفقًا  لتقارير الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل, أظهرت بيانات من مختبر أبحاث الشؤون الإنسانية في جامعة ييل أن قوات الدعم السريع قامت بتدمير 27 مدينة في دارفور. كما كشفت بيانات منظمة ACLED للفترة من أغسطس إلى سبتمبر 2023 عن وقوع أكثر من 470 حادثًا مرتبطًا بالعنف السياسي بدارفور، مما رفع عدد القتلى إلى أكثر من 2280 شخص, . وسجلت غرب دارفور أعلى عدد من الضحايا منذ انلاع الازمة حتى اكتوبر الماضي لعام 2023,ونتج عن المهاجمات المتبادلة بين الاطراف المتحاربة في ولاية غرب دارفور عن مقتل 1690 شخصاً حتى مارس الماضي لعام 2024. 

ختاماً, في خضم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالسودان، يظل الثمن الأكبر هو الأرواح البريئة التي تزهق في دارفور والخرطوم، المدينتين الأكثر تضرراً في هذه المأساة المستمرة. ورغم حجم الدمار والخسائر البشرية الفادحة، يبقى الأمل في أن تجد هذه الأزمة حلاً يضع حداً لمعاناة الملايين. إن ما يحدث في السودان ليس مجرد أزمة محلية، بل كارثة إنسانية تستوجب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي والمحلي على حد سواء. إن إنهاء هذه المعاناة يتطلب جهوداً مشتركة لتقديم الإغاثة الفورية، والعمل نحو تحقيق السلام الدائم الذي يكفل للضحايا الحق في العيش بكرامة وأمان. وختاماً، لنتذكر أن أي تأخير في معالجة هذه الأزمة يعني المزيد من الخسائر والمزيد من الألم، وهو ما لا يجب أن يقبله ضمير الإنسانية.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn