فريد عبد الوارث يكتب: مواقع التواصل تنجح في ترميز " التافهين "!!
معادلة غريبة باتت تحكم و تتحكم في مجتمعنا الذي كان محافظاً و أصبح منفتحاً مخترقاً بإمتياز، تقول كلمات تلك المعادلة: أنه كلما زاد الإنسان في الإسفاف و الابتذال و الهبوط كلما ازداد جماهيرية و شهرة، و كلما كشفت فنانات و بلوجرات و راقصات زماننا من أجسادهم أكثر كلما تربعن على عروش الشهرة و الثراء و بتن قدوة للفتيات و محل إعجاب الشباب !!!
و ما من شك في أننا نحيا في زمان "التافهين" الذين ربحوا معركتهم مع كل ذو علم و قيمة، و لا أظن أنني سأكون مبالغاً إن قلت أن " التافهين " و عديمي الفكر قد أمسكوا بذمام كل شيئ و أصبحوا يملكون البوصلة لتوجيه المجتمع حيث يشاؤون!!
وكيف لا؟ و نحن نرى القنوات و المنصات الإعلامية تتهافت على استضافة الكاسيات العاريات و هن يعرضن تجاربهن في الخيانة و يتحدثن بكل وقاحة عن مقاطع جنسية لهن تم نشرها و مشاهدتها من الملايين! ثم يتم إلقاء اللوم على من بثها أو سربها دون أدنى حرج منهن!!
و علينا أن نعرف أن ظاهرة العلاقات الجنسية خارج إطار ما هو شرعي أو قانوني ليست مسألة مستجدة بل قديمة جدا، و تطورت عبر التاريخ، أما الغرب فقد وصلوا إلى مراحل متطورة في هذا المنحى، لدرجة تشريع قوانين تعطي للمرأة و الرجل حقوقا وتكفل لهم حريات لبعض الممارسات الغير شرعية.
و برغم ذلك فإن المجتمعات الغربية تسير في منحى إيجابي لا يتأثر بمثل هذه المفارقات و هذا راجع لكون هذه الأمور لا تعتبر مستجدات بالنسبة لها، إنما هي نتاج لثوابت تاريخية بدأت منذ عصر النهضة، و نتاج لتمرد على التقاليد و الدين و المجتمع في اتجاه بناء المجتمع الليبيرالي المفتوح والقائم على الحرية بشكل عام لكن ماذا عن مجتمعاتنا الشرقية التي دمرتها تلك الصفات و جعلتها مكشوفة و معرضة للتفكك؟
إن من حكم الله في الأمر بالستر و خصوصا بالنسبة للمرأة، تكريمها و تعظيمها، و جعلها تُعامل في المجتمع إنسانا مكرما، لا مجرد تضاريس و جغرافيا و كتل لحمية متناسقة ومثيرة للشهوات والغرائز، فالمرأة يجب أن لا تكون أنثى إلا لزوجها، وهي للآخرين إنسان (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ / الأحزاب 59 ) عكس أنثى الحيوان التي هي أنثى لكل الذكور؛ أنثى لوالدها وأخيها وابنها، يتقاتل عليها الذكور جميعا، ويظفر منهم بها الحاضر الأقوى ، لكن للأسف أبت المرأة، والتي انخرطت في هذا التنافس المشؤوم من التعري، بعصيانها لأوامر الخالق (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ / الأحزاب 59) إلا أن تجعل من جسدها مجرد سلعة، و لوحة فنية معروضة للعموم!!
فعند غياب القيم و المبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً و أخلاقاً و قيماً؛ إنه زمن الصعاليك الهابط".