فريد عبد الوارث يكتب: الانتخابات الأمريكية.. "فنكوش" الدول العربية
أربعونً عاماً مرت على عرض فيلم "واحده بواحده"، الذي طُرح عام 1984، و مازال الفيلم محفوراً في ذاكرة المشاهدين _و أنا أحدهم _و لا يملون من مشاهدة الفيلم مرات عديدة و إعادته على مر السنوات، و خصوصا على المشاهد الكوميدية بين عادل إمام و ميرڤت أمين و أحمد راتب و مشهد "الفنكوش"، ذلك الفيلم الذي يعلمنا كيف نبيع الوهم للمغفلين يعبر بما لا يدع مجالاً للشك عن الكوميديا السوداء التي تحياها الشعوب و الدول العربية مع كل انتخابات أمريكية جديدة!
و لعل ما ينتظره أولئك الحالمين لمنطقتنا من اختلاف أو خير ما بين إدارة ديمقراطية و أخرى جمهورية يُعد من الأوهام، و كيف لا و نحن العرب ملوك الغرق في الأوهام؟؟ فلا فارق في الأهداف و الإستراتيجيات و لكن الفارق الوحيد يكمن في الوسائل و الأدوات التي تمكنهم من بلوغ الهدف و حلب أبقار منطقتنا السمان.
يمثل الحزبين المتنافسين صورة جميلة ل"دراكولا " مصاص الدماء العربية، يبدوا أن ذاكرة السمك العربية قد غاب عنها ما فعله " ترامب " و ما تحصل عليه من مئات المليارات العربية من عوائد النفط التي صادرها للخزانة الأمريكية على مرأى و مسمع العالم! ثم استخدمها لدعم إسرائيل اقتصادياً و عسكرياً، ناهيك عن فيلم الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه تارك الباب مفتوحاً على مصرعيه لإيران لتصنيع القنبلة النووية الشيعية لإذلال و تخويف دول الخليج العربي، فضلاً عن تدمير سوريا و اليمن و السودان و... و.. و ختاماً بإعطاء اسرائيل صفقة القرن، الإعتراف بضم الجولان السوري المحتل و نقل السفارة الأمريكية للقدس.
ثم رحل الوغد " الفنكوش " ترامب و جاء فنكوش ما سوني عجوز و تفاءل الكثيرون و إنتظروا سياسة مختلفة في المنطقة أقل عدوانية، فما كان من "بايدن" سوى تقديم الدعم المطلق للمجازر الاسرائيلية في فلسطين و ذبح خطة السلام و المزيد من خطط التدمير و حلب الخليج و إخراج فيلم جديد للفنكوش أسمه " الحوثي " فأين الفرق يا جهابذة الفكر العربي و يا نخبتنا الفاشلة؟
هل هناك فارق بين من يقوي إسرائيل و من يضعف العرب! فأمريكا يحكمها حزب واحد فقط وهو الحزب الصهيوني و أذرعه الجمهورية أو الديموقراطية مع اختلاف المسميات و الوسائل.
و يبقى العرب كالمستجير من الرمضاء بالنار و المستجير هو طلب العون و المدد و النجدة، والرمضاء هي الحصى والجمر الملتهب بعد اشتعاله و القاتلان، الأمريكيان أحدهما قتلنا إلا قليلاً، و الثانى أجهز علينا دون شربة ماء......... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.