فريد عبد الوارث يكتب: مُحافظ سوهاج الجديد يُقصي الفاسدين و يضرب بيد من حديد
استشرى الفساد و الإهمال في المحليات و بلغ السيل الزبى و بات ذلك الملف صداعاً مزمناً و ملفاً شائكاً في طريق كل مسؤول! بل أنه أصبح سبباً رئيسياً في حالة من السخط و عدم الرضى لدى الجميع في سوهاج و مع قدوم كل محافظ جديد يطل علينا سؤالاً مكرارا هل هناك خطه للقضاء على فساد المحليات بالمحافظة؟
عموماً سادت حالة من الإرتياح و الأمل في محاربة الفساد و الإهمال الذي أصبح عنواناً عريضاً للحكم المحلي في سوهاج مؤخراً، و ذلك عقب قرارات السيد اللواء عبد الفتاح سراج بإقالة ثلاث رؤساء مدن خلال ساعات من تسلم مهام منصبه الجديد، و هو ما أحيا الأمال في الشارع السوهاجي بأنه لن يكون هناك مكاناً لفاسد و لا مرتشي في أهم ملف يمس حياة المواطنين.
يُوجد تصور عام في أذهان الكثير يُحيل الفساد إلى ساحة المؤسسات العامة و الخاصة وفئة التجار و المقاولين و أصحاب رؤوس الأموال، و من يقع في حكمهم، وينظر إلى جميع هؤلاء بصفتهم فئة خاصة تنتمي إلى عالم مغاير، و تتحرك في مدار مختلف عن بقية أفراد المجتمع العاديين، وأنها - أي هذه الفئة - خرجت عن سلطة المبادئ و القيم من نزاهة وأمانة وإخلاص، وأصبحت رهينةً بيد الأخلاق التجارية كالطمع و الغش و الأنانية و تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
و هذا التصور الذي طُبِعَ في أذهان الناس أسهم في تأطير مفهوم الفساد، و تقليص معاييره، و اختزال صوره و أساليبه، و تقليل حجم الطبقة الفاسدة في العُرف العام، الأمر الذي حال دون وضع المجتمع الكثير من الأفراد و المؤسسات على لائحة الفساد و المفسدين.
و إحقاقاً للحق فبعض القوانين المعمول بها - تشجع على الفساد!! فمثلاً قانون المحليات، هل يقتنع أحد بأن هذا القانون يحد من الفساد بينما هو نفسه من يشجع على الفساد، و بالذات من زاوية واحدة هى العقبات التى يواجهها أى طالب ترخيص، فإذا دفع نال ما يريد و إلا، و رغم قناعتنا كلنا بأن هذه التعقيدات هى وراء انتشار الفساد من أسفل الجهاز الإدارى إلى قمته، فضلاً عن وجود مسؤولين لا يراعون الله فيما يفعلون فى كثير من مواقع هذه المحليات و هم كثيرون، و لكن بسبب الإغراءات المادية ينفتح باب الفساد على مصراعيه دون وجود قانون يردع و يحسم.
و تبقى الإشادة بما فعلة محافظ سوهاج الجديد ضوءاً قادماً في ليل حالك الظلام، و هو ما يجعلنا نطالب سيادته بالمزيد من التفتيش و المرور و مراجعة الأسماء التي تجذرت في عالم الفساد، و نقول لسيادته نحن بحاجة للمزيد من القرارات المصيرية و ننتظر يداً من حديد تضرب فوق رؤوس المفسدين و المرتشين، فالملف شائك و متشعب معالي الوزير لكنكم على قدر التحدي تساندكم دعوات الجميع و السلام .....