عبدالحى عطوان يكتب :- الإرهاب فكرة تحتضر ولا تموت
هم يخططون ويدبرون وأن لربك بالمرصاد ، فأجهزة الأمن المصرية يقظه تتابع خطواتهم وترصد مخططاتهم ، وتحركاتهم بالخارج والداخل ، فلم يستطيعوا تنفيذ عمليتهم الإرهابية التى كانت تستهدف مؤسسات الدولة وكنائسها بل كانت لها الخطوات الإستباقية الأولى ، وداهمت الوكر بالإميرية وتم تصفية جميع عناصر الخلية الارهابية ، برغم تواجدها وسط كثافة سكانية ،
إلا أنها تعاملت بإحترافية تامة وسط تغطية إعلامية ففقدت شهيدآ من أبنائها المقدم محمد الحوفى ولم يصاب مواطن واحد ،
ظن هؤلاء الإرهابيين أن هذا الأسبوع هو الوقت المناسب للقيام بعمل إرهابي كبير ، في ظل إنهماك الدولة المصرية في ازمة كورونا ، ذاك الوباء العالمي ، فجميع مؤسسات الدولة غارقة حتى أذنيها في التصدي لهذا الفيروس ، والقيادة السياسية منهمكة فى التصدى للآثار الاقتصادية والصحية والتجارية للمستجدات الأخيرة
وأجهزة الامن تتصارع مع حماية الناس وأمنهم ، وتطبيق قوانين الحظر ، فى ظل الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين ، مع تامين المنشآت الحيوية والمصالح والبنوك والشركات والكنائس واعياد المسيحيين ،
لقد خطط هؤلاء الإرهابيين ، لأن تكون ضربتهم موجعه للدولة ، اعتقادآ منهم ستلقى هذه الضربة تعاطفآ أو ضميرآ يؤيدهم ، أو شعبآ يؤازر مواقفهم ، لكساد الحياة الإقتصادية ، والظروف الإنسانية الصعبة التى تمر بها الناس ، فلم تأخذهم الرحمة والإنسانية بإنتشار الوباء الذى يحصد الأرواح بلا هوادة ولم ينظروا للموت الذى بات أقرب من اللحظة للجميع بل عملوا على تطبيق قوانين الضلال وتنفيذ مخططات دولية تتفق مع أفكارهم الضالة ، والإرهابية ،
لقد كشفت هذه الجريمة الإرهابية ان مصرليست دولة نائمة او غائبة اوغافلة ، بل يقظة تماما تدرك ما يحاك لها بالداخل والخارج ،
وكشفت ايضآ ان هؤلاء الخوارج لادين لهم ولا وطن ولا يمدون لنا بصله حتى وإن كانوا من بين أبنائنا فلا رحمة أو شفقه بهم ، ويكفى ما أسقطوه من شبابنا فقد غرر بهم الشيطان وانساقوا معه ، فاكسبهم ثوب العفة المزيف ، والبسهم رداء الفضيلة الكاذبة ، فنصبوا من أنفسهم آلهة يحاسبون البشر ويحاكمونه ، قبل موته ونهايته ، فهذا كافر ، وذاك مرتد ، وهذا ضال وهذا غير مهتدى ، وهذا عاصي يحتاج للهداية ، ، لديهم توكيلآ يطبقون به شرع الله ،
وفى النهاية !!
على الدولة التعامل مع هؤلاء المارقين بكل قوة وردع ، ومحاسبة شيوخ الضلال ، ومن ينصب نفسه قاضيا وجلاد، وإعادة النظر فى المراجعات الفكرية الأخيرة وتنقية المصالح الحكومية من الارهابين والمتأسلمين خاصة بالتعليم والنقابات
فتطبيق القانون بكل حزم على الجميع بدءا من محاسبة التجمهر كما حدث اخيرا بالدقهلية مرورا بالتكفير والأعتداء على ممتلكات الغير ، كما حدث في المنيا ومازال يحدث حتى الآن ، وغيرها فوجود فئة فوق البشر لها فكرها التى تطبقه بالسلاح خطرا يهدد عمر الوطن
فالدين لله والوطن للجميع فتلك بلادنا وليس لنا ديارا اخرى تأوينا
واخيرآ !!
على الدولة في حربها مع الارهاب ان تدرك ان مواجهتها ليست أمنيه فقط بل صراعها مع فكرة قد تحتضر ، ولكن لا تموت ، فالتعليم الجاد الذى يناقش، ويحرر ، ويطور الشخصية المصرية ، هو المنقذ الوحيد من الفكر الضلالي ،
على الدولة ان ترفع عباءة الشراكة فى حماية هؤلاء الذين يستهدفون شبابنا وأمنا ومواردنا ومحاسبة من وراءهم بالداخل والخارج والمروجين لافكارهم ، واستبعاد قياداتهم من مناصبهم لأنهم يصرون على إفشال الدولة ،