مجهود رئيس ودولة يضيع امام ثقافة شعب
5:29pm 04/04/20
عبد الحى عطوان
تابعت عن كثب منذ اليوم الأول لإنتشار الوباء الفيروسي كورونا بالصين ، وانتشاره بالعالم ، وقدومه لمصر ، و مدى القرارات المتبادلة بين الاجهزة والمواطنين ، بين الفعل ورد الفعل بين الدولة والشعب ،
فالدولة والقيادة السياسية حرصت منذ
اللحظة الاولى بتكريس كل أجهزتها لإتخاذ العديد من الإجراءات الإحترازية ، فقد كان من أهم الإتجاهات لديها الوقاية ، والحماية ، والتحصين لمواطنيها ، مع مراعاة الآثار الإقتصادية التى تترتب على حياتهم ،
ومعيشتهم ، ايذاء تلك القرارات وايضا تقليل الدمار الاقتصادى الواقع عليها كدولة ،
والحقيقه بشهادة منظمة الصحة العالمية ان كافة التدابير التى أتخذتها الدولة المصرية لحماية المصريين تدابير قوية غير مسبوقه لم تتخذها اى دولة أخرى ، مهما أن كان تقدمها وتكنولوجيتها ، بدءا من عودة المصريين بالخارج الى مستشفيات العزل ، الى توفير الملايين للعلاج ، الى تعويض العمالة اليومية ، الى اخر كافة التدابير الاخري ، من قرارات تخفيض العمالة ، وتعليق التعليم ، والصلوات بالمساجد والكنائس والحظر الجزئي ،
اما عن الشعب أظهرت تلك الأزمة مدى جهله، وعدم ثقافته ، وعدم وعيه ، وأستهانته بكل شئ حتى بأزمة عالمية تهدد كيانات دول عظمى ، مثل أمريكا ، وإيطاليا ، وألمانيا ، وكافة الدولة الاخري ،
قدم الشعب نموزجآ فى الإستهتار ، واللامبالاه وعدم إحترام القوانين ، والهمجية ، وعدم التزامه وتزمته ،ففى الوقت الذى خصصت الدولة كافة إمكانياتها وإمكانيات الوزارات و الجيش ، لخدمته تزاحم فى الشوارع ، والمولات ، والمصالح الحكومية ، ففى الوقت الذى خصصت له الدولة ساعات حظر ، كسر قوانينها ،وتزاحم بالشوارع ، واغلق باب المقاهى علية من الخارج وظل بداخلها ليتراقص مع الشيشه ،والزحمة ، فى الوقت الذى أحضرته الدولة من الخارج على نفقتها الخاصه ، وصندوق تحيا مصر تكفل بنفقات العزل ، يهتف فى مظاهرة عارمة لا « للعزل » «مش هنروح العزل » فى الوقت الذى تؤمن له الدوله المواد الغذائية ، قام بالغش والتدليس ، ورفع الاسعار ، واخفاء السلع ،واستغل الأزمة التربح ، واعطى الدروس الخصوصيه ، وسافر وصنع ازدحاما بالمترو وبالسكة الحديد ،والمطاعم الشعبية ، والكافيهات ،
واقاموا الأسواق العشوائيه ، بل ذاد عدد المترددين والمرافقين على المستشفيات ،
بل الكارثه لم يتوقف عن السلوكيات الناقلة للفيروس ، مثل السلامات، والإحضان والقبلات ، ولم يقدر ذاك الشعب سقوط دول عظمى فى أزمة كورونا ، ولم يتلقى تزايد الإعداد بايطاليا وإيران بالإهتمام ،بل أكد على جملته الشهيرة التواكلية ، التى دائما ما توقفنا عن نطاق التطور ، والرقى، والتقدم ،و تعود بنا إلى الاف السنين ، للتخلف والجهل ، وكأننا لم نقطع آلاف الأميال ولم نصل الى نهضة وعلوم اليوم ،
أزمة كورونا قدمت لنا الدولة نموزجا راقيآ ، وجادآ فى التحدى ، وصمود أجهزتها وصلابتها ،
وقدم الشعب انا صورة للجهل ، واللامبالاه ، والتخلف ، وعدم الإحساس ، بالمسئولية والضرب بالقوانين عرض الحائط ،
وفى النهاية !!
إتخاذ الدول لخطوات الحظر الجزئي ، يصلح مع الشعوب المثقفه ، بينما مع الشعوب المتخلفة لا يصلح الا تطبيق الحظر الكامل ، وبقوة القانون ، فلا يصح ان يضيع مجهود دولة أمام شعب ثقافته متدنيه ، لا يعيش إلا فى الزحام ، والتزاحم، والاستهتار ، ولا يعنية نقل العدوى لأقرب الناس إليه ، إلى اهله وعشيرته ،لا يعنيه نشر الفيروس حتى موت اقرب الناس اليه ،
واخيرا !!
المواجهة ليست حكومة فقط ، رئيس ، ووزراء ومحافظين ، وشرطة ، وجيش ، بل الأهم تعاون شعب ، وتنفيذ قوانين بحزم ، لننجو مثل الصين ، أو التهاون ، والتزاحم ،والجهل ، والاستهتار ، والاستهانه نغرق ونعيش تجربة ايطاليا ،
من فضلك خليك فى البيت مهما أن كان صعب عليك