الحقائق الغائبة فى أزمة كورونا
أزمة فيروس كورونا العالمية برغم كل تداعياتها على طبقات المجتمع أجمع إلا أنها كشفت ان من سيتحمل الجزء الأكبر الكارثى فيها سيكون فقراء العالم فهم وحدهم الذين لا يستطيعون تحمل الجلوس في المنازل بدون عمل ، فليس لديهم المخزون المالى أو السلعى الذى يحميهم ، ، فحال توقفهم عن العمل أن لم يقتلهم الفيروس يموتون جوعا ،
أيضا كشفت أزمة كورونا فشل وزارة القوى العاملة برغم جيش العاملين بها ، وجهلها وقصورها ، فالتدابير التى اتخذتها حيال العمالة المؤقتة لصرف مبلغ ال 500 جنيه من طريقة التسجيل والأوراق المطلوبه وآلية الصرف كارثية ، فالازمة الحالية كانت كاشفة لمدى اهمال الدولة والقطاع الخاص لهم على مدار سنوات
ايضآ كشفت أزمة كورونا عن فشل النواب تماما فى تبنى أدوار حقيقيه خاصة اتجاه العمالة اليوميه أو بالمعنى الاصح عمال التراحيل فلم يقوم اى منهما بعمل حصر لهم والوقوف بجانبهم ومطالبة الدولة بتعويضهم بل تركوهم فريسة المرض والجوع والتسول وطوابير القوى العاملة
أزمة كورونا ايضآ كانت كاشفة صادمة لفهم الأحزاب لادوارها الحقيقية و ايضآ سلوكيات المجتمع اتجاه الثقافة والوعي الصحي والبيئي فهو سلوك فجائي مؤقت فلم تظهر حملات النظافة و التوعية والتطهير والتعقيم إلا فى تلك الأزمة فقط ،
ايضآ أزمة كورونا كانت كاشفة لمدى ضعف الرقابة التموينية ، وخسة بعض التجار الذين إستغلوا الأزمة ،من إرتفاع الأسعار ، واخفاء السلع، والغش التجاري ، فلم يعنيهم ما يمر به الوطن من ظروف كارثية ، فقد ماتت ضمائرهم ،وانعدمت وطنيتهم ، وأرادوا الثراء على جثث الناس ،
ايضآ كشفت الأزمة أن لدينا سلوك دينى متطرف ، مازال موجود، فقد شاهدنا فيديو هستيري لشخص يدعى بأنه المهدي المنتظر ، وهناك من نشر وإشاع من يجد شعرة في القرآن أو الإنجيل ، يضعها في الماء ويشربها. فهي الدواء من كورونا ، بالإضافة الى المظاهرات الدينيه بالإسكندرية ضد كورونا وكأننا نحارب عدوا محتل وليس فيروس قاتل.
أزمة كورونا كانت كاشفة للأجهزة الأمنية ولوزارة الداخلية ، وثبات مدى جاهزية قواتها ، وآلياتها ، ومدى صلابة رجالها ، فهم خط دفاع عن المجتمع ، لا يقل عن الخط الأول شيئا ، فليلا يجوبون الشوارع لبسط الأمن ، وتطبيق قرارات الحظر ، ونهارآ لإجراءات الغلق ، وضبط المتلاعبين ، والمتاجرين بقوت الوطن ،
أزمة كورونا كشفت عن مدى صدق القيادة السياسية في حماية المصريين ، وأمنهم ، ومدى رصانة الدولة المصرية وقوتها وتماسكها ،فمنذ انتشار الوباء أتخذت الدولة الإجراءات الاحترازية الكبيرة المكلفة المليارات ، فى ظل ظروفنا الاقتصادية الصعبة اخيرا !!
أزمة كورونا كانت كاشفة بأن الموت أقرب ما يكون إلينا ، وأن العالم بكل تقدمه والتكنولوجيا التى يتفاخر بها من أسلحه نووية وحربية ، يستطيع فيروس لا يرى بالعين المجردة فناؤه ، ودماره نهائيا ؟ فهل سيتغير سلوك البشر ويقترب من الله ؟؟؟