وأعلم أن لي قدراً سألقاه
ليس هناك أرحم بالعبد من ربه فالله لم يخلقنا عبثا فى هذه الحياه ولم تكن صدفه أو ذكاء من البشريه أن يسخر لها الله كل المخلوقات على هذه الارض
فقال تعالى فى محكم التنزيل فى سورة الاسراء " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
إذا فالتكريم والتفضيل من الله للجميع مؤمن وكافر عربى وأعجمى فالآيه الكريمه لم تخص المسلمين دون غيرهم ولكن كل بنو آدم
إذا فما كل هذا التكريم يا رب
إذ لم تكن تعلم أن الله قادر على ذهاب البلاء والوباء والامراض جميعها فأنت فى ورطة تحتاج الى مراجعة علاقتك بالقرآن وبالسنه النبويه وإتباع المنهج
الذى سخر لك كل المخلوقات هو الذى قال ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فأحسنوا الظن بالله فرب السماوات والارض لن يتركنا فى هذه الازمة
نحن نعبد إلهاً حي قيوم لا يخفى عليه شىء فى الارض ولا فى السماء وكل شىء فى قبضته
فلماذا أخاف وأمرى كله بين يدى الحى القيوم
نظرية الايمان والخوف مرتبطه برواسخ قلبيه مستقره لا تتبدل ولا تتزعزع مهما كان الامر مقلقاً
قال تعالى " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيده " فهل آمنت بهذه الآيه وعلمت أنك يوماً ما ستلقى الله سواء بوباء أو بحادثه أو موت مفاجىء فكلها أسباب ولكن قضى الاجل فى ساعة النهايه المقدره من عند الله
لا أحد فى هذا العالم الفسيح مهما بلغت قوته وعتاده يستطيع إيقاف أمر السماء فعندما يأذن الملك للشىء يقول له كن فيكون
قال علماء الاسلام أن الانسان مخير فى 6 مواضع قدريه لا حيلة له فيها
وذكرها المولى عزوجل فى آواخر سورة لقمان
" إن الله عندة علم الساعة "
" وينزل الغيث "
" ويعلم ما فى الارحام "
" وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا"
" وما تدرى نفس بأى أرض تموت "
هذه أمور لا يعلمها إلا الله بالاضافه الى " القضاء والقدر " زواج وطلاق الخ
لا حيلة للانسان فى كل هذه المواضع فالعمر محسوم والرزق مقسوم ولكن الامور تجرى بالمقادير
قال تعالى " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " كتبت علينا كل الخطى فلابد أن نمشيها
لا ترهقوا أنفسكم فى التفكير فرب السماء لديه التدبير وإذا كان الامر كبيراً فالله أكبر
كل إنسان له قدراً معلوم عند الله ولن تموت نفس حتى تستوفى رزقها وأجلها
ثق بالله وتمسك وأعتصم بحبله المتين فهو القادر على ذهاب الهم والغم والبلاء والوباء
اللهم أرفع الوباء والبلاء عن الامه وفرج برحمتك يا الله هذه الغمة