العنف والجريمة فى عالمنا العربى

فى أيامنا الراهنة ازدادت حدة العنف والجريمة فى مجتمعاتنا العربية ولعل تأثيرها اصبح بالغ الخطورة ويعيق تنمية بلادنا فنرى ان جميع الاحصائيات العالمية قد وضعت المجتمع العربى فى المرتبة الاولى فى تصاعد وتيرة الجرائم به والعنف ولا يزال يعاني من أزمات عديدة كالفقر، البطالة المرتفعة، مستوى خدمات وبنى تحتية مُتدن ومتهالك، بالإضافة إلى ضائقة السكن وعدم توفر أراض للبناء ولتوسيع مناطق نفوذ البلدات العربيّة، فهذه وحدها كفيلة بجعل المواطنين العرب يقبعون في أسفل السلم الاجتماعي الاقتصاديّ في البلاد.

مخدر "الشبو" مسبب الجرائم والقاتل الاول حالياً

مما لا شك فيه ان البطالة والفقر وضعف المستوى الثقافى له دور كبير فى خلق الجرائم والعنف ولكن هناك عوامل مادية ذات تاثير مادى قوى وهى المخدرات فبعيداً عن المخدرات المعروفة انتشر مؤخرا مايسمى "بالشبو"

انتشر في الولايات المتحدة الأميركية قبل 16 عامًا؛ أصبح ينتشر فى بلادنا العربية بالاخص في مصر والسعودية فقد أصبح متسببًا في جرائم اغتصاب وقتل وانتحار، طبقًا لمحاضر مصرية رسمية.

فخلال العقدين الأخيرين ازداد حجم العنف الدمويّ الذى لم يحدث عالمياً بهذا الشكل كما يحدث فى عالمنا العربى حيث أصبح يخلّف كلّ عام - كما أسلفنا - ما يربو على مائة قتيل وعددا آخر من الإصابات التي تؤدي إلى عاهات مستديمة، خسائر مادّيّة وعدد كبير من حوادث الاغتصاب ومدى غرابة تلك الجرائم البشعة وردود أفعال تُسفر عن مجتمع متشرذم يفتقر إلى الأمان والسلم المُجتمعيّين المطلوبين لبناء مجتمع صحّي يسعى إلى التطور والارتقاء. تسهم دوامة العنف هذه في تدهور مستويات الحياة في البلدات العربيّة، بل وتخلق أجواء من الإحباط واليأس بين السكّان الذين يفتقرون إلى الأمن الشخصيّ الأمر الذي يسهم في تأخير عجلة النموّ والتقدّم.

ولكن علينا ألا نغفل عن أنّ للعنف تأثيراتٍ أخرى بحيث إنه يحول دون تقدّم المجتمع العربيّ ونهوضه من كبوته. فأصبحنا اليوم نرى أنّ الكثير من طاقات هذا المجتمع مُسخرة بالأساس لكيفية إيجاد السبل للحدّ من تفاقم هذه الآفة. حيث أصبح شغل قيادات هذا المجتمع الشاغل يتمثّل في المطالبة بالتصدّي لهذه الظاهرة الفتّاكة التي تنخر في جسد المجتمع العربي. فمن المقرّر استثمار الكثير من الموارد في سبيل تقليص حجم العنف بدلًا من استثمارها في تحسين الحياة في البلدات العربيّة.