فريد عبد الوارث يكتب: درنة الليبية و إعصار " دانيال " .. عبر و دروس
تقع مدينة " درنة " بشرق ليبيا و ارتفاعها يكاد يكون ملامسا لسطح البحر المتوسط و تحدها من الخلف جنوباً سلسلة كبيرة من الجبال و التلال ، مما يؤدي لاندفاع السيول من أعالي الجبال بإتجاه البحر ..و لعدم وجود مخرات للسيول و الأمطار دمر الإعصار دانيال كل شيئ في طريقه من كثرة المياه المحملة بالرمال و الصخور و الأخشاب ، حتى تحول لون الشاطئ إلى اللون الأحمر ، مدمرا كل شئ .. المزارع و البيوت و الأشجار .. مخلفا ورآه دمارا غير مسبوق مصحوباً بآلاف الشهداء و المصابين و المفقودين .
و كان من ضمن الضحايا عدد كبير من المصريين العاملين هناك رحمهم الله وغفر لهم و ألهم ذويهم الصبر و السلوان .
الجيش المصري في " درنة "
و كعادته بادر رجال الجيش المصري بأوامر مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء في ليبيا و مساعدتهم في مصابهم الآليم ، و ذلك ما عهدناه من مصر و قيادتها و جيشها خير الجند ، فهم العون و السند للأمة على مر التاريخ .
رسائل " دانيال " للشعوب العربية عامة و لشعب ليبيا خاصة
كلنا نؤمن بأن كل شئ مقدر و مكتوب و ليس هناك حدث يقع على البسيطة سوى بمشيئة الله و لحكمة يعلمها ، فالكل رأى بعينيه حجم الدمار و كم المياه التي لم تبقي و لم تذر ، لكن هل وعينا الدرس ؟
فما حدث و يحدث في ليبيا منذ ثورات الخراب هو السبب المباشر في عدم تجهيز مخرات السيول التي كانت كفيلة بتسريب المياه إلى البحر دون تدمير المدينة بكل ما عليها ، فهل يعقل أن ليبيا "النفطية " تفتقر لأبسط أدوات مواجهة الكوارث الطبيعية ؟ و أين ذهبت مليارات البترول ؟ لعلها في بنوك أوربا و تركيا بعيدا عن أصحابها الحقيقيين الذين يقتلون بعضهم البعض !!!
فهل نفعكم أولئك الذين يمتصون دمائكم و ييشعلون نار الفتنه بين ربوع دولتكم ؟
و يبقى أولئك المتصارعين على السلطة في ليبيا في دائرة التنازع و التقاتل لصالح أجندات خارجية لم تجلب لهم أو للشعب الليبي سوى الهوان و الذل و الدماء ، و سيحاسبهم التاريخ على ضياع دولة و شعب ثم عند الله تلتقي الخصوم ، فما شيتدموه في عشرات السنين أزاله الإعصار " دانيال " في لحظات ، باعثا برسالة لعموم الليبين : استقيموا و توحدوا و اتركوا الصراعات أو انتظروني من جديد في قادم الأيام.