كلية العلوم .... رحلة صرصور ما بين الواقع والأمل بقلم : أحمد ظريف عقيلى
إنها ليست كلمات عبثية أسطرها هنا إنها قصة حياة إنسان عاش فى هذا الزمان....
قصة مناضل يخوض معارك مع الحياة....
قصة كفاح ضد ظلم الظروف ....
قصة ستراها فى عينى كل الشباب الذين عاشوا فى هذا الزمن فى تخبط ما بين
من أكون؟
وكيف أكون؟
ولماذا أكون؟
ما عاد يعرف لنفسه هوية ولا يعرف من أين يبدأ مستقبله وإذا لم يعرف كيف يبدأ فلماذا يبدأ من الأساس
إنها واقع تجربة مريرة أن تعيش فى هذه الحياة تلتحف بالأمل وبرودة اليأس تكاد تبتر كل أطرافك.....لا لشئ إلا أنك تهت فى غياهب فجوة الزمان العميقة.
بداية الرحلة مع ظهور نتيجة الثانوية العامة وتشعر أنك ظلمت فى النتيجة وتسعى جاهدا لأن تقدم تظلم ولكن سرعان ما يصرعك اليأس وتجد أن تنسيق المرحلة الأولى قد أضاع منك حلمك وتأتى المرحلة الثانية لتجد أمامك مجموعة من الكليات لا تعلم عنها شيئا إلا ضخامة الاسم .
تمسك ورقة الرغبات وبكل فقدان للشغف تكتب كلية الطب البيطري كلية العلوم كلية التجارة كلية التربية وهكذا حتى تصل إلى ملئ كل الرغبات التى تفتقد أدنى معرفة بها.
ويظهر التنسيق لتفاجئ أن الحظ قد حالفك وستدخل كلية العلوم بيت العلوم وتظن أنك فى الطريق إلى نوبل وأنك سوف تخترع اختراعات عظمى وأنك وأنك وأنك إلخ....وتتقدم بورقك للجامعة وتدخل الكلية لتجد أن هناك تنسيقا داخليا أسوأ من تنسيق الثانوية العامة ولكنك ما زلت تحتوى نفسك بالصبر وتدخل أول محاضرة لتخرج منها كما دخلت .... وتدخل أول سيكشن لتجد تلك المعيدة القصيرة ذات الصوت المزعج التى لا تستطيع أن تخرج منها بمعلومة مفيدة تخبرك أن هناك امتحان قادم على هذا السيكشن وهنا تبدأ فى الاضطراب وتسأل نفسك ما هذه الكلية التى تمتحن فيها من اول محاضرة وسيكشن ويأتى الاسبوع التالى لتجد الصفر منيرا فى أول امتحان لك فى كلية العلوم ودعنى عزيزي القارئ أنبهك هنا أن ما ينتظرك من واقع نقيض لأحلامك فالمشكلة فى الأساس ليست فيك أو فى عقليتك فكلنا متساوون فى القدرات إلا إذا أتيحت الفرصة وهيئت الظروف
هنا نرى التباين جليا بين الطلاب
نعود هنا لنرى جليا تفاصيل المأساة التى ستعيشها عزيزى الطالب لأنك للوهلة الأولى لن تدرك طبيعية الأمور من أول مرة خاصة إذا كنت وحيدا ليست لك أى علاقات سواء بالذكور فى دفعتك أم بالإناث وهنا يضاء لك باب أمل وتجد أحد الطلبة فى الدفعات القديمة يحاول إنقاذك ولا تتعجب عزيزى القارئ لأن الدفعات الأكبر تحتوى على أربعة أنواع من الطلاب الأولى المتفوق الأنانى وهذا إن مت أمامه لن تحصل منه على معلومة مفيدة والثانى المتفوق النحلة وهو طالب متفوق فى التحصيل الدراسي مشارك فى كل الأنشطة الطلابية
مفيد لكل من يحتاج المساعدة ويمد له يد العون.
والثالث الطالب الفاشل الضائع وهذا احذر منه جيدا لانه قد يجرك لطريق الهلاك
والرابع الفاشل النادم وهو تركيبة عجيبة تجد عنده كل المعلومات الدراسية والخبرات العلمية والتى تؤهله لتعيين معيدا أفضل من المتفوق الأنانى إذ أنه يحرص على أن ينصح القادمون الجدد أن يتجنبوا السقوط فى نفس الوحل الذى سقط فيه من قبل ويبدى ندما ليلا نهارا تجده يشرح لك أفضل من المعيد والأساتذة....
فإذا أردت النجاح صدقا فأحرص على مصادقة الثانى والرابع
وإذا أكرمك الله وكنت متفوقا فكن متفوقا كالنحلة وإذا لا قدر الله وكنت فاشلا فكن نادما وأنصح الآخرين بخبراتك......
وإذا أردت أن يكون الحظ الأعظم لك فكل ما تحتاجه هو أن تفهم طبيعة عقلية أساتذة المادة بالجامعة وستجد النتيجة مشرفة وسيتم تعينك معيدا....
أعود بك عزيزي القارئ لنفتح أهم أقسام كلية العلوم
فإذا أردت الثراء فعليك بالنبات والكيمياء
وإذا أردت العلم والهجرة فعليك بالحسابات والفيزياء
وإذا أردت الذهب فعليك بالجيولوجيا
وإذا أردت أن تفهم عقلية البشر فى هذا الزمان فعليك بعلم الحيوان
ونستكمل باقى حكاية كلية العلوم فى سلسلة المقالات القادمة