ما بين الهوية والهاوية.... من نحن بقلم : أحمد ظريف عقيلى
تمضى القرون وتأتى أمم وتزول أخرى ويستبدل الله قوما بقوم آخرين.
تصنع كل أمة حضارتها وتترك للزمان بصمتها فى شتى نواحي الحياة صانعة بذلك حضارتها الخاصة حتى إذا أنقضت حقبتها جاءت الحضارة التالية لكى تحاول أن تصبح اقوى وأرقى من سابقتها.
ولكل حضارة أرضها الخاصة بها وطباعها وخصائصها وهويتها و اليوم نرى على أرض مصرنا الحبيبة صراعا من نوع خاص هو صراع الهوية المصرية.
البعض يرى أن الهوية فرعونية خالصة والبعض يراها إفريقية والبعض يراها بيزنطية والبعض يراها قبطية والبعض إسلامية والبعض يرى أن قيمة مصر فى قوميتها العربية نظرا لامتدادها الجغرافى والتاريخى.
حسنا فالمجتمع اليوم يواجه ما يكفى من الانحرافات الأخلاقية ظنا أن هذا النوع من محو التراث الذى هو جزء لا يتجزأ من تركيب الإنسان العربى وليس المصرى فقط تمدن فالهوية المصرية ليست فرعونية أو رومانية أو قبطية أو حتى عربية بل هى ذاك المزيج بين كل الثقافات والحضارات التى وجدت على أرض وادى النيل بل إن شخصية إنسان الوادى قد أثرت وشكلت شخصية تلك الحضارات وأعطت لها انطباعا خاصا ساهم فى تكوين دعامة لتلك الحضارات التى عاشت قرونا بفضل شخصية إنسان الوادى
وهنا نتساءل أين دور المؤسسات التعليمية والثقافية فى تنمية الوعي لشخصية إنسان الوادى فى ظل وجود عدة أقطاب متحاربة تحاول السعى حثيثا للسيطرة على هوية الشعب المصري الذى أضحى أبناء جيله الحالى فى حالة من التخبط لا يدرون من هم ولا إلى أى أرض ينتمون.
ولنحسم الأمر عزيزي القارئ بشكل سريع فإن أركان الهوية ثلاث هم الأرض والدين واللغة فإذا نظرنا بشكل عميق فنجد أن مصر تقع فى قارة أفريقيا لذا نجد جماعة الأفروسنتريك تنادى أن مصر أفريقية بإمتياز وان شعبها اسود البشرة ولكن الغزاة هم من طردوهم ونسوا أن لها امتدادا جغرافيا آسيويا فى أرض الفيروز سيناء الغالية ينادى بإلتحامها مع أراضى فلسطين الحبيبة وأرض الشام الغالية التى شكلت مع ارض مصر أول إمبراطورية عرفها التاريخ فى زمن الفراعنة وأما عن اللغة فهى العربية لذا نجد القوميين العرب يقولون أنها عربية وأما الدين فالغالبية العظمى هم من أهل الإسلام السنى إلى جانب أهل المسيحية الشرقية لذا نجد من يقول أنها إسلامية
وبينما الصراع مشتعل بين الثلاثة أركان تجد من خرج عليك بفكرة لا تدرى حينما تسمعها أين وضع عقله يقول إن هوية مصر فرعونية ويجب أن تعود فرعونية جاهلا بذلك أنه يدمر أهم ركنين فى الهوية اللغة والدين إذا علينا أن نتحدث باللغة المنقرضة ونعود لكى نعبد حورس وآمون لكى نرضى ابن كيميت البار وفضلا عن ذلك لم نتحدث عن الركن الأول وهو الأرض ....نسلم أرض بلادنا لجماعات الأفروسنتريك التى تحاول أن تصنع لنفسها حضارة وهى فى الأصل مجرد مرض خبيث يحاول سرقة الأرض والعرض والأمثلة على ذلك كثيرة واصطناع حضارة مجهولة الهوية كما الحال فى الذين حاولو ا سرقة أراض الفيروز فهم امتداد لهم وجزء لا يتجزأ منهم
فأولئك الذين يحاولون محو الهوية العربية من مصر ما هم إلا عملاء لهم وإنا لا نتهمهم ولا نحسب على أحد وإنما نحذر من خطرهم لأنه لن يظهر بين ليلة وضحاها بل يحتاج لسنين طويلة ولأننا لا يمكن أن نتركهم يعيثون فى الارض فسادا ويبثون سمومهم عبر الانترنت والشاشات الصغيرة لا لكى يدمروا عقول الجيل بل ليدمروا الجيل نفسه فلا بد أن نقف لهم بالمرصاد ونشكل جبهة داخلية لهم لكى نحفظ شباب جيلنا.
فلا بد أن نعتنى بأركان الهوية جيدا فقد زال الفراعنة والفرس والرومان والترك وبقى العرب بالإسلام
فنحن أفارقة إذا ما اقتضت مصلحتنا مع قارة أفريقيا
ونحن عرب إذا ما هوجم العرب
ونحن مسلمون فتلك هى الحقيقة الخالدة
ولذا على مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى العمل حثيثا على المحافظة على الهوية الأفريقية العربية لمصر وأن يحذروا مما يحاك لأبناء مصر من العدو الذى لا يريح ولا يستريح ويتربص بنا دوما حتى يجد الفرصة سانحة وليفيق المسئولون عن هذا العبث وليعلموا أن مصر عربية