منى صدقى تكتب : مابين السخط والرضا مسافة ايمانية
مابين السخط والرضي مسافة ايمانية علينا جميعا ان ندركها وننحاز اليها فى سلوكنا وحياتنا وان نعلمها لاولادنا فقد يدفعنا أبليس إلى الشكوى دفعاً حتى تمتلأ الدنيا سخطاً بين الناس بينما الظروف إنما هى جند من جنود الله ساقها إلينا حتى نشتكى إليه لا منه ، ألم ندر بعد أن أول انتقام من أبليس بعد طرده من الجنة هو اشغالنا حتى لا نكون شاكرين ألم يقل في تحد واضح كما ذكر الله فى كتابه العزيز " ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ فنحن إذا امتلكنا بيتاً نشتكى العمل وإن امتلكنا عملاً نشتكى المال وإذا امتلكنا مالاً نشتكى الحسد فأبليس يريدنا دائماً أن نرتبط بشئ ما يدفعنا للسخط وعدم الرضا فلا فراغ للنفس تتجرد فيه من كل تلك الأشياء
وقد يجعلنا السخط الا نشعر بنعمة واحدة من سيل النعم التى يمنحنا الله اياه وقد يجعلنا ابعد ما نكون عن شكر الله علي ما منحنا اياه فى حياتنا ، فجميعاً نمر بمئات المواقف التى يمنحنا الله فيها سبل السعادة والتى تستحق منا الشكر ولكن لضعف المسافة الايمانيه وانحيازنا للسخط الدائم ننساها بمجرد أن نصادف أمراً يسوئنا بل نجعل من العبوس ملامح لا تفارق وجهنا ومن الشكوى حديث لا يفارق السنتنا برغم قد تكون رسالة السخط شيطانية المقصود منها عدم الرضى على نعم الله تعالى العلى القدير حتى نعصيه دون أن ندرى
والمنقذ لنا من هذا السخط الدائم الذى اصابنا بالاحباط والاكتئاب هو الانحياز بداخلنا الى المسافة الايمانية والعمل على اتساعها فمن اليوم علينا ان ننظر للايام بشكل مختلف وان نرى فيها نعم الله المتعددة والكثيرة ولا نراها متاشبهة وكأنها نسخت نسخاً كل صباح فنستقبل اليوم بشئ من الضجر سواء بسبب أو بدون سبب وعلينا ان نكون منصفين امام الله فى تعداد نعمة وبرغم محاولات ابليس ان يجلب لنا مع السعادة بعض من حالة التبرم التى تسيطرعلى مزاجىنا بل مع التكرار تصبح جزءاً من حياتنا لكن بالايمان نلقى همومنا على الله فلا نفكر فى تراكمات الماضى ولا نجعل من المستقبل خيوط ضبابية تخيفنا وتقيم داخلنا حصناً منيعاً ضد الرضا
وفى النهاية ...السخط بين الطموح والرضا فكرة يزرعها أبليس كل يوم فى عقولنا والمؤكد أن الرضا هو القوة الدافعة للطموح فالرضا طريق السعادة الباعثة على التفاؤل الدافع للنجاح تلك البسمة الهادئة على وجوه الرضيين رغم ما بهم من آلام إنما هى عبادة عظيمة يحتاج أدائها جهد أكبر من الصلاة والزكاة والصيام عبادة تشبه تسبيح الملائكة حيث الانقطاع عبادة تلازمك أينما كنت إن اخترتها لك منهجاً .