فريد عبد الوارث يكتب : " انقطاع الكهرباء " ما بين الحقيقة و التبرير
واجهت مصر خلال الأيام القليلة الماضية موجه حارة غير مسبوقة ترتب عليها زيادة غير عادية في استهلاك الكهرباء مما أدى إلى اللجوء لتخفيف الأحمال و قطع الكهرباء عن مختلف ربوع الجمهورية بالتناوب ، و هو ما أدى لسخط المواطنين و معاناتهم الشديدة في أوج الصيف ، و انتشرت الشائعات عن سبب تخفيف الأحمال ، فقام كل واحد بدور الخبير العالم ببواطن الأمور و فسر ما يحدث حسب أهوائه و توجهاته و انتمآته السياسية ، ما أحدث حالة من اللغط في وقت حساس لا يحتمل سوى الحقيقة و فقط الحقيقة .
و لا ادري لماذا لا يتم شرح الأسباب التي أدت لظاهرة تخفيف الأحمال ؟ و نحن نواجه تلك الموجة شديدة الحرارة الغير مسبوقة و ما ترتب عليها من ضغوطات كبيرة على الشبكة القومية للغازات و بالتالي على شبكة الكهرباء ، أين السادة مسؤولي الإعلام بوزارة الكهرباء من توضيح تشعب و انتشار الشبكة في ربوع مصر و إظهار المشاكل الفنية المعتادة و الطارئة ؟ فمن المعلوم أن شبكة الكهرباء المصرية لا مثيل لها عربياً و لا أفريقيا ، فما حدث في قطاع الكهرباء المصري منذ 2014 ملحمة نجاح تدرس في كافة بلاد العالم و لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك .
لماذا لا نوضح _بكل بساطة _ أن المحافظة على ضغط شبكة الغاز الكبيرة أمر ليس سهلاً ؟ في ظل استهلاك منزلي و صناعي غير مسبوق ! حيث أن ضغط شبكة الغاز يشبه ضغط الدورة الدموية في الإنسان لا يجب أن يرتفع أو ينخفض ففي الحالتين النتيجة واحدة و تعني موت الإنسان ، و هي مرتبطة بعدة عوامل تبدأ بآبار استخراج الغاز الطبيعي و ما قد يستجد عليها من زيادة أو نقص ، و هو ما يؤثر سلباً على ضغط الشبكة مما يؤدي لنقص عمليات توليد الكهرباء.
و بنفس الأهمية ، يجب توضيح حقوق شركات استخراج الغاز الطبيعي العالمية و ما لها من حقوق و نسب في الغاز المستخرج ، حيث أن تلك الشركات قد أنفقت مليارات الدولارات للبحث و التنقيب _ وذلك قانون دولي ينطبق على الجميع _ و كل ذلك و غيره عوامل تؤثر على قطاع الكهرباء .
لست من هواة المبررات لكنها الحقيقة التي يجب أن يعلنها السادة مسؤولي الوزرات للمواطنين بكل بساطة ، حتى لا يتم تشويه إنجازات الدولة التي نفذتها في أزمنة قياسية لراحة المواطن و توفير الحياة الكريمة له ، فالكهرباء سلعة مثل أي سلعة أخرى ، ينقص المعروض منها أو يزيد بحسب الطلب عليها ، و هو ما حدث في الموجه الحارة مؤخراً .
و تبقى مصيبتنا في نخبتنا المسؤولين في مختلف الوزارات، حيث لا رؤية و لا توضيح للتحديات و ترك المواطن فريسة لوسائل الإعلام الخارجية .
استقيموا يرحمكم الله و اشرحوا للناس الحقائق ، و تحلوا بالمسؤولية .