الأزهر الشريف بين التراثية والتجديد.

حينما طالعت كالعالم ما دار بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبين الأستاذ الدكتور رئيس جامعة القاهرة ،مكثت متأملا في بضع دقائق خارطة عريضة من الثقافة والعلوم لا يعرفها إلا من درس في الأزهر الشريف فقط.
ذاك أن من درس فيه جمع بين علمي الدنيا والدين بمعنى الكلمة .
وحينما عملت في التعليم وطالعت المواد الدراسية لطلاب الثانوية العامة وراقبت مدى الهلع الذي يصيب المجتمع بأسره قبيل امتحاناتهم ضحكت حزنا
وكما قيل (شر البلية ما يضحك..!)
وحتى لا يطير بي الحديث بعيدا أحاول أن أختصر الكلام بسؤال أو ربما أكثر ما أتيح لي ذلك.
س..ما حكم صلاة من بال في سترته...؟
هذا السؤال كان ضمن المسائل الافتراضية الفقهية الكثيرة للمذهب الحنفي في المرحلة الثانوية،والغريب أن الإمام أبا حنيفة افترضه منذ عدة قرون أي قبل ظهور الفضاء وتكنولوجيا الفضاء والمركبات الفضائية لنفاجأ بأن رائدي الفضاء يلبسون بذات يبولون خلالها وتفلتر ويعاد استعمالها ..!
وغيرها من المسائل التي لا ندري كيف وضعت أو كيف صاغها الإمام في افتراضاته لنفاجأ بعد مرور القرون على موته بعصر يأتي بها ويبحث عن أجوبة لنجد الأجوبة وضعت قبل الأسئلة بقرون وقرون..!
والغريب أننا الآن نجد من ينادي بالتجديد بمضمون هدم وإزالة القديم والإتيان بحكم من ترقص في شوارع المدينة المنورة
أو بحكم الملاهي الليلة في السعودية ..!
أيها الأحباب إن التجديد الحقيقي يكمن في أن نرجع لأنفسنا فنقيم الحق فينا ما وافق الكتاب والسنة.إن التجديد الحقيقي يكمن في إبراز دور العلماء في الرقي بالمجتمعات .يكمن في إتاحة الفرصة لأهل العلم والبحث في الرقي بهذه الأمة التي ما عرفت تقدما علميا منذ سقوط الدولة العباسية ومحرقة بغداد عام 656 هجرية.
وقع في يدي يوما ما منذ أكثر من عشرين سنة بحث لأحد الباحثين في الدكتوراة مختصره يؤكد أن كل ما ندرسه من قوانين الطبيعة مسروق من مكتبة بغداد .حيث سرقت المخطوطات العلمية وترجمت وتم نسبتها إلى الغرب.
يقول الباحث..هل تعتقد أن قوانين الجاذبية اكتشفت من مجرد سقوط التفاحة على رأس نيوتن..؟
أليس ذلك استخفاف بعقلية العالم أجمع..؟ويؤكد أن قوانين الجاذبية سرقت من مخطوطات عربية من مكتبة بغداد.!
والآن ينادي من ينادي ويصرخ التجديد التجديد ..
لقد سئمنا من هذه الترهات وذلك الفكر العقيم..!
لابد من الوضوح كما قال فضيلة الإمام ..إن كل هذه الدعاوى ليس لها هدف سوى القضاء على الإسلام وتمويع اتجاهات الشباب والعبث بأفكارهم والمحصلة النهائية انتاج أجيال وأجيال لا تعرف عن الدين شيئا ولا تنتمي للفكر الإسلامي المستنير..!
ووقتها ستكون الضربة القاضية ..
ولكنهم نسوا وليتنا نحن لا ننسى قوله تعالى..
(يُرِيدُونَأَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )..