18:10 | 23 يوليو 2019

أم من طهطا تروى «طفلي الرضيع فجر مأساتنا »

4:22pm 17/02/20
مستشفي الاطفال الجامعي
عبد الحى عطوان


أثارت رعبي تلك الرسالة التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني الخاص بي لام تروى مأساتها وقد بدأت اولى عباراتها
عزيزي الكاتب ،،
طفلى الرضيع فجر مأساتنا
أنت تعرف أننا بمصر ، ومن ليس له واسطة لا يمكن أن يكون قويأ أو يحصل على أبسط حقوقه ، في يوم من الأيام فمن أبسط حقوقي أن أعالج طفلي الرضيع ، الذى وضعته منذ عشرين يوما وهو الآن في مستشفى حكومي لم أعرف عنه شيئا ولا أستطيع رؤيته ،
وتسترسل الأم في روايتها أنا مدرسة قروية لا أجيد سوى فن العلاقات الأسرية المحدودة العادية ، فلم يكن خروجنا من منازلنا سوى للتعليم أو زيارة الأهل بصحبة الأم ، وذلك في أغلب الأحيان وبعدها عندما تخطينا مراحل التعليم المختلفة ، وجاءت مرحلة الإقبال على الزواج فلم نملك فيه الخيارات أو إبداء الرائ ، فقد كان تقليديا ، وتم سريعا ، فقد لا تملك بنت القرية في أحيان كثيرة أي قرارات فيه ، فالأهل هم من يتفقون على كل شيء ، ويرتبون كل شيء ،
مضت الأيام الأولى بسعادتها وتقلباتها حتى حملت بطفلي والتى طوال تسعة اشهر مارست خلالهم عملي الطبيعي بالمدرسة ، ورعايتي الطبية كانت العادية ، التي تتوقف للبسطاء عند حد الذهاب للطبيب ، إذا أحست بألم شديد، أو ظهرت ملامح المرض ، ولا يمكن الذهاب للعيادات أو للمستشفيات ، من أجل المتابعة الدقيقة ، والتحاليل المنتظمة ، كما يفعل المتحضرين غيرنا
حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي تحلم بها كل أم ، وينتظرها كل أب ، وهى خروج الجنين من رحم المعاناة الجسدية ، الى الطبيعة الواسعة ، وكم خططنا وهيئنا أنفسنا كيف نراعها ، ونعتنى به فقد يملا الدنيا ،ضجيجا وصراخا ، ولكنها بالنسبة لنا سعادة العمر في انتظارها وقد دنت ساعات الولادة ، حتى هرول بى الأهل للمستشفى العام بطهطا ،التي تحت صراخي ،وبالأشعة أحالتني للمستشفى الجامعي بأسيوط ، وهناك بعد حجزي في غرفة أقل من العادية لأنك محول من مستشفى عام ، وبدون واسطة ، وعندما بدأت دفعات الطلق تنتابني أدخلوني غرفة العمليات ، وقد أزداد الألم كثيرآ ، مع وقوف الطبيب الصامت الذى لم أرى له تفسير حيث مرت الساعات طويله حتى تاه منى الوعى ، لافوق بعدها على كارثتي اليوم ، ومعاناتي التي أظهرت لي فقرى وعبئ على مجتمع تغير كثيرآ ، فقد سادت فيه قيم لم نتربى عليها ، فقد أصبحت الواسطة كل شيء ،
فقد وضعت يا سيدى
طفلا حسب تشخيص الأطباء لديه فتق في جدار البطن ، مع خروج جزء من الأمعاء والكبد ،خارج البطن ،مع تغيرات جنينيه ، بالإضافة الى أحتمالية فتق في الحجاب الحاجز ، بالإضافة الى تشخيص اخر لا أفهمه وتم وضعه في الحضانة وطلبوا منى مغادرة المستشفى لمنزلي وتركه ،
وعندما هممت ألملم أغراضي للمغادرة أحسست بالألم يعتصرنى ، وبان أحشائي ترتعش خوفا ، و جسدي لم يقوى على الرحيل ، فلم تلقى كل توسلاتي ودموعي ، شيئا لدى رئيسة قسم التمريض ، وطلبت منى المغادرة فالقيت النظرة الأخيرة قبل وداعه لمصير مجهول فقد وضعوه تحت مسمى « ابن فلان عنايه 3» فانا لم أملك مالا للذهاب به لمستشفى خاص ، ولم أملك واسطه لأقيم معه مرافقا ، وتركته وغادرت وعند عودتي بعد ثلاثة أيام منعوا دخولي أو رؤيتي له ، ولم تجدى كل دموعي أو تعطفي شيئا ، ورجعت عائدة من أسيوط لطهطا لا أعلم شيئا عن مصير رضيعى المجهول ، ولم أجد من يفيدني عن مستقبله شيئا ، فادركت في تلك اللحظة أن مصر تغيرت كثيرآ وقد أصبحت بلاد الطبقات ، فنحن بلا سند بلا واسطه وعبء عليها وقد فجر طفلي الرضيع مأساتي التي ما كنت أدركها لولا هذه التجربة ،،

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn