من هم الاعراف
من هم الاعراف
بقلم : علاء حسن مناع
فى بادىء الامر نستهل حديثنا عن أهل الاعراف بقول المولى عزوجل فى سورة الاعراف " وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ "
وجاء فى تفسير هذه الايه الكريمه رأيان
الاول :
أن الاعراف " جبل " يقف عليه أناس من بنو آدم
هؤلاء الناس قد تساوت حسناتهم بسياءتهم ولا يدرون الى أين هم ذاهبون فهم ينتظرون رحمة الله وشفاعته ليدخلوا الجنه
ومن طيلة وقفتهم فوق هذا الجبل يمر عليهم أقواما يعرفونهم بسيماهم سواء كانوا من أهل الجنه أو من أهل النار والعياذ بالله
وعلى الاعراف : أى فوق هذا الجبل
رجال : وهنا المعنى ليس مختص بالرجال فقط فقيل فيه أنه مخرج اللفظ فى الغالب لآن الرجال هم أكثر المجاهدين والراكعين فى قول الله عزوجل " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " فهناك نساء أيضاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولكن الاغلبية رجال
وقال عزوجل للسيده مريم إبنة عمران " يا مريم إقنتى لربك وأسجدى وإركعى مع الراكعين " فقد شملهم لفظ الراكعين وليس الراكعات لان أغلبية الراكعين رجال
يعرفون كلاً بسيماهم : أى يعرفون أصحاب الجنه من وجوههم التى تشع نوراً وفرحه وهم ذاهبون الى الجنه
ويعرفون أهل النار من وجوههم أيضا فيظهر عليهم السخط والغضب والعياذ بالله
أما الرأى الثانى فقال :
أنهم رجال مجاهدون ولكن دون إذن والديهم
فقد إرتكبوا معصية العقوق للوالدين غير أنهم جاهدوا فى سبيل الله
فعقوقهم لوالديهم يمنعم من دخول الجنه
وجهادهم فى سبيل الله يمنعهم من دخول النار
وهم ينتظرون رحمة الله أيضا ليقضى فى أمرهم
فقد تناولت كتب التراث الاسلامى والتفاسير هؤلاء القوم بأنهم قوم سيقضى الله فى أمرهم لان حسناتهم تساوت مع سياءتهم وهم لا يدرون مصيرهم غير أنهم ينتظرون الملك الجبار كى يشفع فيهم ويدخلهم الجنه
أو لإنهم قوم جاهدوا فى سبيل الله ولكن بغير رضا والديهم فقد أكتسبوا ثواب الجهاد وفى نفس الوقت إقترفوا أثم عقوق الوالدين لانهم ذهبوا بغير رضا الوالدين
والله أعلى وأعلم