رغم أي حــــدود ..!!
حين عزفت أوتار الليل الحانها على خصلات شعري..
حين غرق الناس في سباتهم العميق..
اطلت علىّ بوجهها الجميل ذي الملامح الأخاذة..
اغلقت عيناي كي لا أرى سواها.. كي لا اسمع غير صوتها الحالم الرقيق الذى يداعبني كل مساء قائلاً : احُـبك وسأحيا لأسعدك رغم كل شيء فأنت قدري.
رأيت وجهها الملائكي الجذاب ..
وجهاً يشع ضوءا ساطعا ..
تماماً كالبدر ليلة التمام ..
كانت جميلة المحيـّا ..
رائعة الأوصاف ..
حسناء الطلعة ..
باسمة الثغر..
غــراء الجبين..
كانت لوحه مجسمة تنطق بكل ألوان الجمال ..
ببشرتها المتوردة بحمرة الخجل..
بعينيها الساحرتين ذات الرموش الطويلة والتي تشبه سهام الليل حين تصيب العاشق الولهان في سويداء قلبه.
ورحت أناديها..
أنا هنا يا حبيبتي ..
في غربتي ..
بشوقي ولهفتي وحنيني الى قربك ..
أزرع الورد في حديقتي وانتظرك..
كي نقطف أزهارها معا على شاطئ الغدير الصافي.
********
وحين يأتي الصباح الجديد ..
تنهمر دموعي من فرط سعادتي بحبيبتي ..
راسمة بعيونها طريقي ووجهتي ..
ففي قلبها.. حيث أقطن وأعيش..
أذوب شغفا وحنينا..
وفي لمستها الدافئة تنتهي علاقتي بعالم الواقع ..
وانساب من وسط جروحي وآلامي الي عالم السعادة والجمال..
الي هناك..
الي عالم الخيال ومملكة الأحلام النبيلة.
ذلك الينبوع المتدفق من الحنان الجارف الذى ينساب من نظراتها الصامتة قد لا تشعر به هي ولكن تقطر به كلماتها..
ترسُمه شخصيتها الهادئة ..
تعلنه خطواتها الحيية..
يبرزه في وضوح دفء مشاعرها الكامنة..
ينطق به احساسها الصادق..
لمرآكِ يا حبيبتي ثارت مشاعري وكأنني أفيق من نوم عميق على واقع جميل يتحداني ويطلب منى رفع هامتي لعنـان السماء ..
رفع طاقتي الى أقصى حد ..
جرت في عروقي شرايين الحياة من جديد..
أصبحت أرى وجها مغايرا للحياة المألوفة لدى..
عشت لحظات لا استطيع نسيانها..
فوجئتُ بك كأجمل سطور في كتاب الحياة..
استمدت جمالها من جمال سلوكك ومعاملاتك..
لـبـست ثوب الإبهار من أجلك ..
اسمع وسجـل يا تاريخ على سطور من ذهب وبحروف براقــه حكايتي عنها بين أوراقـك..
بضع كلمات أخطها ..
ربما يسجلها الزمن..
بضع همسات أشدو بها..
ريثما يحكيها القدر و..
********
( وحشتني )..
بهذه الكلمة التي تألفها نفسي كثيرا كانت تستقبلني كل مساء بعد عمل يوم شاق وطويل..
وكنت أرد مداعبا كعادتي ( انت أوحش ) !!..
فكانت تضربني بيديها الرقيقتين وبشقاوة الطفلة الصغيرة قائلة : ( يا رخم )!!
فاحتضنها بحنان وأربت علي كتفيها برقة المحب ناظرا الي عينيها مباشرة متأملا ذلك الجمال الروحي الرباني وذلك العالم الساحر الذي يختبئ خلف تلك العيون التي تحمل كما هائلا من أجمل المشاعر وأرق الأحاسيس ..
كم يضحك قلبي ويرقص فؤادي لضحكتها التي تقطر سعادة وفرحة حين تلقاني علي باب المنزل ..
روح متألقة تعانق السماء جاذبية وسحرا ودلالا..
مشاعر آسرة للقلب وحاضنة للوجدان..
حنان الأم ودفئها ..
حنو الأخت وشفقتها..
رقة العمة الطيبة..
عطف الخالة المحبة ..
روعة الجدة.
باختصار ..
كل العالم وكل الدنيا..
حبيبتي.
سقطت في بحر الهوى صريعا ..
وقعت في غياهب الحب داخل اعماق لا أقوى علي السباحة فيها ..
تقاذفت روحي فوق أغصان الغرام وبين بساتين الأشواق ..
جاذبية أنت يا حبيبتي ..
كيف تملكين هذه القدرة علي الاحتواء وذلك التأثير..؟!!
روحي المقيدة بضوابطي صارت تعاندني وتفر اليك ..
صرت متيما بحبك ..
ولهانا بقربك ..
تواقا للقياك.
********
علي شواطئ عينيك غرقت في بحر الأماني ..
في سجلات العاشقين وقصص الحب القديمة لم أجد لغرامك أي شبيه ..
بين كل قلوب المحبين لم أر لقلبك الأبيض أي نظير ..
يا من تقرئين كلماتي الآن بامتنان العاشق المحب ..
اتأملك قليلا ثم اعود شجيا راسما ببنات أفكاري عبارات الحب وقطرات الشوق ..
جميلة هي الدنيا لأنها تحوي حبيبتي ..
رائعة هي الحياة لكونها تمضي بي وبك الي عالم أرغد وأرحب ..
مدهشة هي الأرض حين تختالين عليها بجمالك الأبي ..
نادر هو ذلك العالم الذي يضمنا سويا ويروي حكايتنا لكل العاشقين..
أنت هنا في كياني وذاتي ودمي ..
أنت أرضي وبلادي ..
وكل أوطاني ..
بل انت سكني وعنواني..
ولأنك حب نما بصدري وخالط أنفاسي..
سآتيك رغم القهر والحواجز والأستار..
رغم بعد الأوطان والدول وقوانين تأشيراتها ..
رغم كل المسافات والعوائق ..
ورغم أي حدود.