عبدالحى عطوان يكتب : كارثة إعادة التغريد أو أضافة زر المشاركة
أصابتني الدهشة عندما قرأت أن أحد المهندسين المبرمجين من الذين عملوا على زر «إعادة التغريد» فى تويتر أنه نادم جداً على مساهمته فى ذلك لأنها جعلت تويتر أكثر سوءاً، وقال "ربما نكون قد سلمنا للتو طفلًا يبلغ من العمر ٤ سنوات سلاحًا محشوًا بالذخيرة" وبنفس الآلية حاول موقع الفيس بوك العمل على تطوير نفسه بمحاكاة تويتر وذلك بالقدرة على نسخ النص ثم باضافة زر المشاركة وبالتالى يسر عملية النسخ والمشاركة من الغير مما سهل للجهلاء وغير المثقفين أدعاء الثقافة عن طريق النسخ من صفحات الآخرين أو بالمشاركة من مواقع متخصصة
ولا يخفى على الجميع أن وسائل التواصل الإجتماعى اليوم باتت تمثل من الخطورة مالم يصدقها مبتكريها فقد أعطت صوتًا لبعض الأشخاص الضعفاء أو المهمشين والذين لا يملكون أى مقومات بل جعلت أحياناً صوتهم مرتفعاً أكثر من الأخرين وقد يكون بالباطل وأحياناً أخرى مزعجاً لدرجة إرباك القيادات
والحقيقة المؤكده هناك من وجد ضالته خلف تلك الشاشة المزعومه أو من وراء صفحة وهمية ليعيش دور البطولة المزعومه على مجتمع آميته تتخطى ال ٤٠٪ غير مثقف يميل إلى تصديق الأكاذيب والشائعات أكثر من الصدق والحقيقة بالإضافة إلى انه مجتمع متدين بطبعه وهذة عبارة ليست للجدية بل للتهكم من هول المفارقات فى أستباحة كيان الشرفاء خاصة الشخصيات العامة والسياسية والتى تحولت مهاجمتهم وإنتقادهم إلى ما يقترب من جرائم السب والقذف والتشهير خاصة خلال الفترة الأخيرة وبالتحديد من يناير 2011 منذ إنفجار ماسورة المثقفين الجدد والنشطاء السياسيين وملوك مستنقع البرك" الفيس بوك" بحجة ملكية النقد والحرية الفكرية والثقافية
والمصيبة التى تأكدت لدى الجميع بما فيهم صناع التطبيق نفسه أنه بإضافة زر المشاركة أعطى ذلك الفرصة لبعض أصحاب صفحات المجموعات أو من يديرها أنهم يتوهمون أنفسهم أصبحوا قادة أو من الشخصيات العامة لدرجة بات يتودد إليهم بعض السياسين الضعفاء بأعتبارهم مؤثرين فى الرائ العام برغم أنها صفحات لا ترقى للمتابعة من انصاف المثقفين لا يهتم بها سوى ربات البيوت أو من لايجيدون القراءة والكتب ولا تستهويهم سوى الفرجه على الصور لان غالبية ما ينشر عليها مجرد عرض السلع للبيع والشراء
والكارثة الأكبر خلال الفترة الأخيرة بإضافة زر النسخ أو المشاركة ونتيجة الخلل المجتمعى باتت مواقع التواصل هى من تقوم بمحاسبة الأشخاص الأقوياء والمسؤولين، ليس فقط فى السياسة ولكن فى أغلب القطاعات وفى احيان كثيرة تكون غير عادلة ليست مبنيه على الأرقام والحقائق والتيقن والعدالة بل مبنيه على مغالطات ومواقف مشوهة
ايضاً أكدت تلك الصفحات على الخلل السياسى لأنها جلبت الظلم فمنحت مزيداً من القوة للغوغائيين وأطاحت بالأبرياء الذين لم يجدوا أمامهم سوى الإنسحاب لان استمرارهم يعنى خسارة مكانتهم وسمعتهم أيضاً منحت مزيدًا من القوة للمتطرفين السياسيين مما أبعد أصحاب الفكر والرائ المعتدل عن المشهد وتواروا خلف أسوار شاهقة بعيداً عن السفسطائية بل منحت الجميع سلاحًا رشاشًا، مهمته إقامة العدل، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة،
وفى النهاية ...ما يؤكد ان تويتر بإعادة التغريد والفيس بوك بأضافة زر المشاركة قد ظلم الجميع وعظم من كوارث المجتمع ما يحدث عند الهجوم أو الإفتراء على الناجح بأنطلاق وابلًا من إبداءات الإعجاب والمتابعة من الأميين والحقده والفشله لمجرد التشهير به وبعائلته حتى يتساوى الجميع تحت قانون كلنا فاسدون بالإضافة إلى أن هذه المنصات تسهل العقاب الجماعى الهائل للجرائم الصغيرة أو المتخيلة، مع عواقب فى العالم الحقيقى، بما فى ذلك الأبرياء الذين يخسرون سمعتهم أو مكانتهم.