الدكتور محمود بخيت يكتب : قرية شطورة الناس بالناس
نشأ المجتمع الشطوري بجوار النيل شريان الحياه في مصر لذلك فهو مجتمع متفائل بالحياه ، قنوع بما لديه ، مكافح الي أبعد الحدود ومن ثمَّ استطاعت شطوره ان تحفر لنفسها تاريخا مشرفا حفرته بأيدي ناعمه في احجار صلبه .
لو بحثنا عن مفاتيح نجاح المجتمع الشطوري عبر التاريخ لوجدنا ان من ابرزها ( مفتاح المنافسه والبعض يقول مفتاح الغيره ) فما أجمل ان يتنافس ابناء شطوره أشخاص وعائلات علي الخير والعطاء والجود والكرم فهذه منافسة محمودة .
واليوم نرى هذا الزخم الهائل من المنصات الإعلامية والجروبات والصفحات التي تثري الحياه داخل قرية شطوره فتنقل ما يحدث في الواقع الافتراضي إلى الأرض والعكس ، وتطلق مبادرات مجتمعية ونداءات خيرية ليتكاتف ابناء البلد الواحد لنشر الخير وزراعة الجميل ، فمنذ القدم يؤمن الشطوري الأصيل انه ( ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط ) وأن ( اليد المرتعشه لا تبني )
فما أجمل ان تتنافس المنصات الإعلامية علي الفيس بوك في الخير والعطاء وفي تسليط الضوء علي ايجابيات هذه القرية العظيمه وتنميتها واجتساس الظواهر السلبيه .
وما أروع ان تعود المنافسة والغيرة داخل المدارس والمعاهد في تحصيل العلم والتفوق هذا هو ميراث قريتنا الحقيقي الذي يجب ان ندعمه جميعا وننميه
وما أجمل ان تتنافس مؤسسات رياض الاطفال ( الحضانات ) وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم _ التي ترعاها الدولة والأزهر الشريف _ في تعليم وتربية الأشبال .
وما أجمل ان تتنافس الجمعيات والمنشآت الرسمية والمؤسسات الخيرية في تقديم الخدمة الطبية والمجتمعية والثقافية والأدبية .
وما أجمل ان ينصهر ابناء قريتنا في مبادرات التنمية التي ترعاها الدولة او المبادرات الخيريه لمساعدة المحتاجين والفقراء .
وما أروع ان يتباهى كل ابناء شطوره في مجالات الخير والعطاء فهذا واجب عليهم لأن شطوره بلد طيب فكان لزاما عليها ان تنبت ثمارا طيبه تصديقا لقول الله تعالي : ( والبلد الطيب يخرج نباته بأذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا )
فتلك هي شطوره وهؤلاء هم أبناءها وبهم أو بغيرهم ستظل شطورة ولادة الخير مادام العلم بها و النيل شريان الحياه يجري على أرضها .