المستشفيات الحكومية .. الموت قهراً و إهمالا بقلم : فريد عبد الوارث
لسنوات طويلة ، مثلت مستشفيات المحافظات و خاصة مستشفى أسيوط الجامعي ملاذاً و نجاة للمرضى في صعيد مصر ، نتيجة ضعف الإمكانات داخل باقي محافظات الصعيد ، لكن فيروس الإهمال - شديد الانتشار - ضربها مؤخراً ! و كأن مسؤولي وزارة الصحة يطبقون القول المعروف " المساواة في الظلم عدل " !!!!
" و من الإهمال ما قتَل " قول مأثور يُردد دائمًا عند تكرار المصائب، لكنهُ أصبح شعارا داخل وزارة الصحة مؤخرًا حيث ما زال قطاع الصحة، يعاني من العديد من المشاكل، خاصة نقص الأطباء و الأدوية، و تدني الخدمة الطبية، إلى أن تحولت الوحدات الصحية لبيوت من الأشباح، الأمر الذي يدفع المرضى إلى السفر لعواصم المحافظات بحثاً عن العلاج ، حتى تحولت المستشفيات العامة إلى مصائد للموت تحصد أرواح المرضى و من يفلت من الموت يصاب بعاهة مستديمة أو يدخل في غيبوبة تنتهي بالوفاة.
بعض الأطباء يلقون بالمسئولية على القضاء و القدر و البعض الآخر يلقي باللوم على سوء الإدارة و ضعف الإمكانات ، لكن تبقى الأخطاء الطبية و انحراف الجهات المختصة عن الواجبات المفروضة عليهم و عدم تأديتها بالشكل الصحيح، نظراً للإهمال الواضح و عدم التيقّظ أثناء التعامل مع المريض و حالته الصحيّة و عدم المحافظة على حقوقه، فواجب المجال الطبي هو المحافظة على حياة المريض و حقوقه الصحية و الالتزام بمعايير الحيطة و الحذر أثناء ممارسة المهنة.
رسالة لمسؤولي وزارة الصحة ...
إذا أردتم أن تعرفوا كيف يتخلى المواطن عن مساندة بلده و يصبح لقمة سائغة بأيدي جماعات الظلام ؟ فاذهبوا إلى مستشفى حكومي - متخفين - وليس في زيارة معلنة ، و حينها ستعرفون أنكم سبباً مباشراً فيما وصلناه من حالة التفكك المجتمعي و اليأس من أي عملية إصلاح .