الأمن والمحليات وزيارة البابا تواضروس
#أخذت على عاتقي دائمآ أن أكتب عن الملفات المسكوت عنها ، والتي لم يتطرق إليها الكثيرون من قبل ، و مهما كانت نتائج الكتابة فإنني أطرق أبواب المعرفة للجميع ، مؤمنا تماما أن الله خلقنا حسب مشيئته وسننتهى بأمر منه ،
واليوم وجدت نفسي حائرآ عن ماذا أكتب ؟
#أكتب عن مشكلة سد النهضة ، وفشل المفاوضات حتى الآن ، وتعنت الجانب الأثيوبي ، أم عن الازمة الليبية وأبتزاز الجانب التركي ، من اجل الحصول على الغاز ، أم عن فخرنا بأفتتاح قاعدة برنيس العسكرية، التي سببت زعر للدولة الاردوغانيه ، أم عن زيارة البابا تواضروس لسوهاج هذا الأسبوع ، ومدى التنظيم الأمني و الصورة المشرفة الرائعة التي ظهرت بها الاجهزة الأمنية في كافة ربوع المحافظه من شمالها الى جنوبها ، برغم مجيء الزيارة عقب أعياد الميلاد والانهاك الأمني ، لكافة الاقسام الشرطية ، وكيف بدت القيادات والأجهزة في كامل جاهزيتها وقوتها وكأنها ترسل رساله للعالم اجمع "مصر الامن والامان " او " مصر النسيج الواحد " فتأمين البابا لا يقل عن تأمين شيخ الأزهر او رئيس الدولة ،
ام أكتب عن ثقافة الناس ، وكيف تعاملت مع حدث فريد بالمحافظة ، و العوار التنظيمي الذى ظهرت عليه ، وكيف كان تدافع المواطنين لأجل السلام ومصافحة البابا ونواب البركه في كافة المراكز التي زارها دون أي نظام او ترتيب كنسي ، وقد بدا للجميع أننا نحتاج أن نعيد ترتيب أوراقنا الثقافية من جديد ، فنحن شعب فوضوي، يدعى الرقى وهو غير راقي، ويدعى النظام وهوغير منظم ، ويدعى التحضر وهو أبعد ما يكون عن ذلك ،
أم اكتب عن الصورة المقابلة للتنظيم الأمني وهى صورة تعكس مدى الأنهيار الذى وصلنا إليه ، فى قطاعات كثيرة وبالأخص الوحدات المحلية ، من تخبط في القوانين والفوضى في كل شوارعنا ، ترتع دون أي ضوابط، وطرق غير آدمية ، مهما زينوها يوم زيارة المحافظ، أو أمام مواكب كبار زوار المحافظة، وإنما هي طرق كارثيه لا تصلح للسير عليها بالأقدام ،
#والسؤال الآن أين الخطط الإستثمارية ، وموازنة الدوله وقروض البنك الدولي، والدعم الإضافي ، والخطط التنموية قصيرة الأمد وطويلة الأجل ،
فالزيارة البابوية جعلتني أدرك معنى عبارة سوهاج "محافظة منكوبة " او " محافظة التجارب "عبارة رددها الكثير من السياسيين السابقين ، اليوم أدركت معناها ومغزاها الحقيقي
فأحد الملفات المسكوت عنها حرماننا من خدمات حقيقيه ، أو مشاريع تنموية ، على مدار التاريخ أو إختيار قيادات بمعنى الكلمة ، فلم يتركوا لنا إرادة تأتى بنواب ، يراعو الله فينا ، فلا يصنعون المؤامات من أجل مصالحهم الشخصية وتأشيراتهم الخاصة ،
#هل أن الأوان ليكون لدينا القانون الرادع، لمحاسبة كل من أهدر ملايين الجنيهات في مشاريع لا تحتاجها المحافظة ، من طرق وكباري ومباني فاشله ، ووحدات مغلقه ، وترك الناس في أشد الحاجه للمشاريع الأساسية ،
هل يعقل أن الصرف الصحي بمدينة المنشاة منذ عام 2004 ولم ينتهى ، وبالمراغة منذ عام 2008 ولم ينتهى ، وطهطا بها خمس مجالس قرويه كاملة قريتان فقط هم من دخلهما الصرف ، وكل الطرق في أسوء حالتها بحجة عدم الإنتهاء من الصرف ،
#من يحاسب هؤلاء الذين أهدروا مقدراتنا في مشاريع فكنوشيه ، سواء كانوا مسئولين أو محافظين أو نواب ، من العبقري الذى يخطط لنا مشاريعنا اليوم ، ويترك المستشفيات خربه خاويه ، ويقيم المباني ،والكباري بملايين الجنيهات ، فالوحدات مغلقه والأجهزة بدائية والمستلزمات على حساب المرضى ، والأطباء في هجرتهم ، والقوانين عاجزة ،
والسؤال الآخر وهو أحد الملفات المسكوت عنها ايضآ ، ظاهرة تردى الأداء لقيادات المحليات وعدم المطالبة بالتغيير ، وترك مسابقة رؤساء القري والمدن التي أجراها الدكتور احمد الانصاري المحافظ السابق والسكرتير العام السابق ، ولم تخرج للنور ، بعد إجراء العديد من المقابلات الإمتحانات للقيادات ، و سرعان ما إختفت بمجرد نقل المحافظ لمحافظه أخري ، وكأن لم تكن هناك مسابقه أنفقت عليها الأموال ،
#من المسئول الذى يترك رئيس وحده محلية يقبع خلف مكتبه ولا يراعى الله في شئون الناس ، فاليوم بقدر نجاح الأجهزة الأمنية بقدر ما نعانى فشل الأجهزة المحلية وضعف المسئولين والقيادات فالكل صف ثانى أبعد ما يكون عن إتخاذ قرار ، الخدمات الحقيقيه ليست بالصور الفنكوشيه ، والمشاريع الوهمية سيدفع ضريبتها البسطاء والفقراء ،
#فقررت إلا أكتب شيئآ .....