مصر أولاً وأبداً برغم أزمتها تقيم الجسر الجوى لسوريا فوراً بقلم : عبد الحي عطوان
لم أستطع بالأمس كتابة ولو جملة واحدة عن الزلزال الذى ضرب سوريا الشقيقة والدولة التركية، لمدى بشاعة الحدث الذى أصابني وإصاب العالم أجمع بالرعب والحزن، ونحن نشاهد الآلاف من أشلاء الجثث التى يتم استخراجها من أسفل أنقاض المنازل، التى انهارت فوق قاطنيها بشكل كارثى يشعرك وأنت تتابع الحدث كأنك تقترب من دنو اللحظة الأخيرة لنهاية العالم،فقد ظللت لساعات طويله متنقلاً بين القنوات الإخبارية أتابع وأرصد مشاهد عمليات الإنقاذ المرعبه، فقد أنتاب جسدى رعشة شديدة بل قشعريرة لم أستطع الهروب منها أو نكرانها حينما وقفت منتفضاً اصارع صرير الاسنان ، فقد أنهارنى مشهد الطفلة تحت الأنقاض التى ظهرت وهى تحمى رأس أخيها الصغير،
وبرغم كل حالة الاكتئاب والحزن الدفين الذى تملك كل جزء في، لموت الآلاف دون ذنب سوى لنشاط جيولوجى للأرض، شعرت بفخر للموقف المشرف للدولة المصرية والقيادة السياسية والجسر الجوى الذى تم إنشائه على الفور، من أجل تقديم المساعدات وإرسال الأطنان من المواد الطبية والغذائية، هكذا مصر دائماً ومواقفها المشرفه تجاه الأشقاء فلم تلقب بقلب العالم والأمه العربية من فراغ، فبرغم من محنتها وما تعانية كدولة من إرتفاع التضخم والأزمة الاقتصادية، وموجة الغلاء التى ضربت كل القطاعات والأصناف وبات يشعر بها الغنى والفقير، مثلها مثل كل الدول ،الإ أنها لم تقف متفرجه على تلك الكارثة الإنسانية التى أصابت الشعبين، ولم تتقدم بعدة جمل للرثاء دون التحرك الحقيقي، بل على الفور كانت في قلب الحدث، هى مصر قلب الأمه النابض الذى يظهر دورها الرائد في الشدائد، ويبرق معدن شعبها في الكوارث،
وما حدث من مصر بالأمس واليوم يؤكد أنها دائماً أولاً وأبداً ويؤكد صدق ما نكتبه أننا سنعبر هذه الأزمة باللحمة الانسانية وإنتشار ثقافة التكافل الجمعى للجميع ،لكى نكون يدأ واحدة أمام تحديات ومشاكل المصلحة العامة، وليس المصلحة الشخصية وعلينا أن نتوقف فوراً عن ثقافة التكالب والتخزين وهى ثقافة إستهلاكيه للفرد مهما تناقض ذلك مع إمكانياته واحتياجاته، كذلك على وزارة الثقافة والشباب والرياضة العمل على رفع الوعى للجميع، لمحاربة كافة صور الإستغلال وذلك بعدم إقتناء السلع التى يرتفع سعرها فجأة، فهذا ليس سعرها الحقيقي بل هو السعر الاستغلالي للأزمة
وفى النهاية .. مهما كانت أزمة مصر ومحتتها التى تعود لأسباب كثيرة سواء عالمية كوباء كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية كإرتفاع أسعار الدولار أو إنهيار الجنيه أو محلية ومهما بات الغلاء مشكلة حقيقية تفرض نفسها على الأفراد والجماعات وكافة القطاعات ومها أصبح المجتمع المصري على أبواب عواصف وتيارات تكاد تقلب الميزان الاجتماعي رأسًا على عقب، وتوسع دائرة الفقر لتزيد المعاناة تفاقمًا وتهدد الإستقرار وتدفع بالمتربصين بهذا البلد إلى الإستثمار الاسوأ فى نشر الفتن ستظل مصر هى هى قلب الوطن العربي النابض لها الدور الريادي بجانب الأشقاء
لذا ...بقدر ما نعانى من أزمات وعلي العرب أن يعوا مقومات عبور الأزمة من أدوات زراعية وصناعية وسقوط مصر تعنى سقوط كل الدول العربية فهى الداعمة لكل الاشقاء فى قضاياهم على مدار التاريخ ..مصر ستظل دائماً الوطن الكبير الذى يقطن به كل العرب