صفوت عمران يكتب: هل هناك مخطط لإغلاق الصحف القومية؟!
فوجئ الجميع أن لجنة القيد الأخيرة في نقابة الصحفيين لا تضم أي زميل من الصحف القومية وأن جميع الزملاء المتقدمين لها من الصحف الحزبية أو الخاصة أو المملوكة للشركة المتحدة!!
هذه الحالة نتجت بعد صدور قرار فوقي من رئيس الوزراء ثم الهيئات التابعة قبل 7 سنوات بوقف التعيين في الصحف القومية وعدم قبول متدربين جدد، وهو القرار الذي يعني موت الصحف القومية بالبطئ، وتمهيد غير معلن لاغلاقها على المدى البعيد.
الصحافة مهنة شابة مهما ضمت من أصحاب الخبرات، فالشباب هم وقود الصحافة وقناديلها المضيئة مهما احتوت من مصابيح كبار الصحفيين والكتاب، فالشباب هم من يمنحون الصحافة حيويتها، ويستطيعون تقديم منتج متنوع كيفا وكما أثناء بحثهم عن إثبات ذواتهم في ميادين صاحبة الجلالة، لذا حرمان الصحافة القومية من تلك الحيوية، وبتر روح الشباب فيها، بل وعدم تعيين من كانوا تحت التمرين أثناء إتخاذ هذا القرار، يعني على المدى القريب والبعيد وأد الصحف القومية وتمهيد إلى إغلاقها بالكامل خلال 10 سنوات على الأكثر.. وهو خطر لو تعلمون عظيم.
#الجميع يعرف أن الصحف القومية وماسبيرو كانوا قبل 10 سنوات خط دفاع مهم عن ثوابت الدولة المصرية، قبل أن يتم إبعادهم عن هذا الدور، الجميع يعرفون أن الصحف القومية جزء مهم جداً من قوة مصر الناعمة، والتي تسطيع أن تكون ناطقة باسم مصر إقليمياً ودولياً، وأنها نجحت على مدار سنوات في الاستحواذ على ثقة الشعب، وتراجع كل هذا فى السنوات الأخيرة، لا يعني الصمت والسكوت، ولكن يستوجب على الشرفاء والمخلصين والمحبين لهذا الوطن والمدركين لدور الصحف القومية على مدار سنوات طويلة، الدعوة بكل قوة لإعادة إحياء الصحف القومية ووقف خطة إغلاقها بعيدة المدى، ولتحقيق هذا يجب القيام بعدة خطوات:
1- فتح الباب مجدداً للاستعانة بعدد من الكوادر الصحفية الشابة المميزة وصاحبة الكفاءة والخبرة بعيداً عن المحسوبية والوساطة.
2- تعيين الزملاء الصحفيين الذين مازالوا تحت التمرين حتى الآن منذ 7 سنوات وأكثر تقديراً لجهودهم في العمل والتزامهم بالمهام المكلفين بها.
3- أن يكون شرط تعيين قيادات الصحف القومية هو الكفاءة ونظافة اليد والإيمان بالدور الوطني والفكري والتنويري للصحافة، والابتعاد عن نوعية القيادات التي تعتبر رئاسة التحرير أو رئاسة مجلس الإدارة أو المدير العام مثل «سفرية الكويت أو الامارات أو السعودية»، وأنها وسيلة للتربح وجني الأموال، حتى لو انهارت المؤسسات الصحفية مالياً وإدارياً، وانخفض توزيعها لارقام متدنية وكارثية، ففقدت عرشها الصحفي في المنطقة العربية لصالح كيانات صحفية داخل دول أخرى غير مصر.
4- فوجئ الكثيرون باستحواذ الدولة على صحف تصرف عليها الملايين، مقابل تضييق على الصحف القومية وحرمانها من مصادر تمويل متعددة، عبر خلق كيانات منافسة لها، فكانت النتيجة فقدت الصحف القومية دورها وتأثيرها الذي يخدم الشعب والدولة، بينما الصحف المُستحوذ عليها مؤخراً وينفق عليها أموال طائلة لم تحقق الأهداف المنشودة وبات القارئ ينظر لها بعين الريبة وعدم الثقة، ولم تنجح في ملئ الفراغ، بل باتت جزء من التراجع العام لدور الصحف، إلا أن الأخيرة مازالت تعين صحفيين جدد، فأصبح لسان حال العاملين في الصحف القومية يقول: "تعيين صحفيين جدد حلال لصحف المتحدة حرام عليا، الدعم للمتحدة والتضييق عليا .. واحنا كلنا صحف الدولة؟!".
5- نقول ونكرر .. الصحف القومية حصن منيع للدولة المصرية فلا تهدموه، وأبناء الصحف القومية يمتلكون روئ وخطط لإعادتها على القمة كما كانت في سنوات ماضية شريطة أن نعطي العيش لخبازه الأمين والنزيه، وأن نبتعد عن الخبازين الحرامية واللصوص وعديمي الكفاءة وعديمي الخبرة، وأن نبتعد عن محترفي التآمر، والمنشغلين بـ"ضرب الاسافين" ومطاردة الكفاءات، والباحثين عن مصالحهم حتى وصل الأمر إلى تراجع المطبوع من صحفهم إلى نسخة واحدة.
6- إدراك أن محددات الأمن القومي، والحفاظ على مقدرات الدولة، وتحقيق أهدافها العامة، ودعم الرؤية الوطنية، لن يتم إلا من خلال صحافة وطنية عاقلة ومشاركة في صناعة الحدث وفي إدارته بحكمة وذكاء وقوة، وعبر صحف تحظى بثقة القارئ وتقديره، حتى تصل رسالة الدولة إلى الشعب، وتصل رسالة الشعب إلى الحكومة وجميع قيادات السلطة التنفيذية، وحتى لا نتحول إلى "أعمى يخاطب أطرش" فالاول لا يرى جيداً والثاني لا يسمع، وتضيع الصحف القومية ونخسر دورها المهم داخلياً وخارجياً.
7- "يا بخت من وعاني وبكى عليا، ولا اللي ضحكني وخدعني وضحك الناس عليا" .. أعطوا العيش لخبازه شريطة ألا يكون حرامي حتى لا يأكل نصفه، وألا يكون جبان ومرتزقة حتى لا يضللكم مقابل منافع ضيقة نتيجتها فقدان الدولة قوتها الناعمة ذات التأثير الممتد لعقود، والمتمثل في الصحف القومية وماسبيرو؟! ..