معركة بناء الوعى بقلم : منى صدقى مازن
تصنف معركة الوعى بأنها أهم معركة تخوضها الأنظمة والحكومات مع شعوبها سواء بالإيجاب أو بالسلب في ظل قوانين العولمة الجديدة والتيارات المدنية الحديثة وانتشار الخبر والمعلومة عير مواقع الميديا المتنوعة والتى تسيطر عليها رؤؤس الأموال وتوجهها حسب أهدافها ومكاسبها
لذا كلما اشتدت أزمات الوطن وأصبحت أكثر ضراوة وقسوة سواء على القيادة أو على المواطن بات الفرز ليس سهلاً فالقيادة وقت الحروب أو الكوارث أو الأزمات تختلف تماماً عن القيادة في الأوقات العادية فما تمر به مصر الآن لم تمر به على مدار 30 عاماً مضت أيضاً تختلف وطنية المواطن بقدرة إيمانه بوطنه وحمايته واحتماله للأزمات وتصديقه للشائعات المغرضة التى تريد هدم الأمل في نفوس مواطنيه
والمثير لعلامة الإستفهام أنه في الفترة الأخيرة ظهر نوع من المتنظرين والفلاسفة الذين يميلون إلى التصنيف البدائي الفقير مع أو ضد فقط دون نسبة أو دون احتمالية قبول مع أحياناً أو ضد إحيانا أخرى وذلك بالتنظير السهل دون تعمق في أصول الأزمات وأسبابها وهل هى موروثة أو عالمية وينكرون على الناس حق المعرفة ويصدرون رؤيتهم فقط وبالتالى ينشأ رأى عام موجه فقط
وما يؤكد فكرة ظهور النخب السياسية المسطحة فكرياً وثقافياً اليوم وانسياقهم في تحليلاتهم لمواقع التواصل المجهوله والموجهة أغلبها لصناعة رائ عام موجه هو المرادف نفسه لما حدث عقب أحداث يناير 2011، حينما هلل الملايين لشائعة استرداد فلوس مبارك والتى قدرت وقتها بمبلغ 74 مليار ظناً أن الثروات ستقسم على الجميع دون معايير أو مقاييس، وهذا طبيعى وقتها قالحلول السهلة غير المنطقية تسيطر على العقل الجمعى. في الأوقات والأزمنة الغير طبيعية فعلى الجميع أن يعى أن منع الفساد ومحاربته يختلف كثيراً عن حل الفقر عبر سحب أموال الأغنياء وتخصيصها للفقراء، هذه ليست عدالة اجتماعية
وما يحدث اليوم من غضب لدى المصريين ونحن لا ننكر حقهم في ذلك للظروف الاقتصادية الصعبة لكن ننكر حقهم في الانسياق وراء اعلام معادى وموجه باحتمال هذا الغضب من أجل سلامة وطن يأوينا .