بين إسلام اليوم وجاهلية الأمس بقلم : كريمة أبوالحمد
أعجبُ كثيرًا عندما يطلقون مسمى (الجاهلية) على عصر ما قبل الإسلام!!
فكيف يكونوا هؤلاء جاهلية وهم من هم في الفصاحة والبلاغة وهم من هم في براعة الشعر وقوته، كيف يكونوا هؤلاء جاهلية وعندهم الكرم وعزة النفس، كيف يكونوا جاهلية ونساؤهم مُصانة في الخدور، والخيام، كيف يكونوا جاهلية والرجل يغير على زوجته لدرجة أنه قتل الخيل الذي زُفتْ عليه زوجته ليلة عرسها؛ خشية أن يمتطيه رجلا بعد زوجته، كيف يكونوا جاهلية وكان أقصى تبرج نسائهم المسمى عندنا "تبرج الجاهلية الأولى" هو أن تضع المرأة الخمار وراء ظهرها فيُظهر رقبتها والقرط، أليس زمننا هذا أكثر جاهلية من الجاهلية الأولى؟! .
فقد ضاعت المروءة، وضاع الحياء، وضاعت عفة المرأة وكرامتها، ضاعت اللغة العربية، بل وضاع كل شيء، وضعنا نحن!! .
جاهليتنا اليوم فاقت الجاهلية الأولى بكثير، نحن اليوم عصر التكنولوجيا ويا له من عصرٍ جاهلي حقًا، جاهلي الأخلاق، جاهلي المبادئ، جاهلي القيم، جاهلي الدين، بعض المسلمين اليوم يسمون بذلك الاسم في البطاقة الشخصية فقط تبحث عن أية ركن من أركان الإسلام لا تجده فيه، واسمه مسلم! .
نساء المسلمين اليوم أشد تبرجا من الجاهلية الأولى، حتى أخلاق العرب التي هي تجري في عروق كل عربي فقد ذهبت مع من ذهبوا!!
فشتان بين الجاهلية الأولى وجاهليتنا اليوم!
كيف لو رأوا حالنا؟ ماذا يُطلقون علينا؟
هم أيضًا سيقولون علينا جاهلية ولكن جاهلية مع مرتبة الشرف!!!
اللهم نسألك صلاح الحال يارب العالمين