تكريم الإنسان بقلم د/ أحمد السيد مكي
لقد خلق الله الإنسان وكرمه وصنعه بيده ونفخ فيه من روحه، وجعله أفضل مخلوقاته، قال تعالى: ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
ومن مظاهر هذا التكريم أن الله - عز وجل - سخر له الكون بكل مكوناته؛ ليساعده على عبادة الله وحده، كما ورد في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم خلقت الدنيا كلها من أجلك، وخلقتك من أجلي، فلا تشغل نفسك بما هو مخلوق لك عما أنت مخلوق له )
ومن مظاهر هذا التكريم - أيضا - أنه الوحيد من الكائنات الحية الذي ينطق باللغة، ولذلك عرفه الفلاسفة والمفكرون بأنه " حيوان ناطق " فكل المخلوقات تنطق بلغة خفية محصورة في بني جنسها فقط، وإذا فهمها غير جنسها تعد معجزة كفهم سليمان - عليه السلام - للغة الطيور
ومن مظاهر هذا التكريم - أيضا - القراءة والكتابة والتعليم، فالقراءة والكتابة والإمساك بالقلم من خصائص الإنسان فقط، فقد قال الله تعالى: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ) فلا يوجد مخلوق يكتب بيده إلا الإنسان.
ومن مظاهر تكريم الإنسان - أيضا - دفنه، فقد أوجب علينا الإسلام دفن الميت وإن كان على غير الإسلام إكراما لإنسانيته.
وقد علمنا سيد الإنسانية تكريم الإنسان حينما مرت عليه جنازة يهودي فقام لها احتراما، فقال الصحابة يا رسول الله: " إنها جنازة يهودي" فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أليست روحا خلقها الله؟ !! )