منى صدقي تكتب: قدرة القيادة السياسية على اجتياز التحديات
استغرب من حجم الأبواق الإعلامية المتربصة بمصر وقادتها السياسية سواء بالداخل أو الخارج وكأنها الوحيدة على مستوى العالم التي تواجه التحديات الاقتصادية الصعبة فمصر مثلها مثل أي دولة لا تختلف سياسية واقتصادية وأمنية تأثرت بالتغيرات العالمية كالحرب الروسية الأوكرانية وصراع القوى العظمى وجائحة كورونا والانعكاسات الدولية غير المواتية ، بالإضافة إلى الأحداث الداخلية الخطيرة منذ عام 2011 .
لكن مصر بحكم موقعها ومقوماتها وتاريخها تملك الفرص التي تتولد من رحم الأزمة، بخلاف ما يصدر الإعلام ويعمل على تعتيم الصورة وهذا بشهادة صندوق النقد الدولي الأخيرة ومنحة لقرض بما يعادل 3 مليارات دولار سيزيد خلال الأربعة أعوام القادمة إلى ما يعادل 14 مليار دولار وقد تكون تلك الفرص أكثر ثراءً عن فرص الأوقات السابقة أو العادية إذا أحسَنّا اقتناصها لأنه في ظل مراقبة المؤسسات الدولية والعاملين بمجال الاقتصاد والاستثمار على إجراءاتنا لحماية مصالحنا أول، ثم لاقتناص الفرص المتاحة للاستثمار إن وُجدت .
وعلى الجانب الاجتماعي فإن المواطن لن تُرضيه الدعاية أو برامج التوك شو لأن هذا المواطن، الذي صار يتابع التغير في أسعار العملات الأجنبية على مدار الساعة، لن يحس بالأمان إلا بقدر ما يستشعر من قدرته على شراء احتياجاته، وما يعتريها من نزول أسعار السلع بشكل ملموس، وهو أمر ليس مستحيلًا حدوثه في ظل أي تغير ملموس .
بينما على الجانب الاقتصادي لا بد للدولة المصرية من فتح آفاق الاستثمار من خلال قوانين وتسهيلات جاذبة وتدعيم القطاع الخاص واعطائه كل ما يحتاج ليس فقط كى يتواجد وإنما من أجل إعادة التوازن لمجريات السوق الداخلية ووقف غلاء الأسعار وخلق فرص عمل ليكون قادرًا على التصنيع والمنافسة فى الأسواق الخارجية؛ أى يكون قاطرة التصدير .
وأخيراً... فبرغم كافة التحديات التي تواجه الدولة المصرية إلا أننا نؤمن إيمانا راسخاً بقدرة القيادة السياسية على اجتياز الأزمة مهما كانت أو ضخمها الإعلام المعادي وقد حدث من قبل في يناير 2011 كانت ظروفنا أصعب من ذلك وأيضا ثم عند استلام الرئيس لسلطة الدولة المصرية في 2014 كان الوضع الاقتصادي أسوء من ذلك بكثير على سبيل المثال لا الحصر كان الاحتياطي النقدي في حدود 18 مليار دولار بما فيهم وديعة قطر 4 مليارات دولار أيضا نؤمن برجال مصر الوطنيين الذين يقودون الحياة السياسية والاقتصادية أنهم بجانب دولتهم في كافة تحدياتها .
