دائرة الغلاء وكيفية مواجهتها بقلم : محمد على فؤاد
بعيدا عن التحدث عن النظريات الاقتصادية التي قد لا يفهمها الكثير من الناس
في الدول النامية والتي يعتبر أغلب سكانها من الطبقة المتوسطة والفقيرة وطبقة الأغنياء هي النسبة الأقل عددا والتي ليازيد عدد أفرادها عن عشرة بالمئة من سكان تلك الدول التي تسمى بالدول النامية
يطمح جميع أفراد الطبقتين المتوسطة والفقيرة إلى أن يكونوا من أفراد الطبقة العليا وهي طبقة الأغنياء
ففي كثير من الأحيان يلجأ أفراد تلك الطبقات إلى رفع أسعار المواد الخام التي ينتجونها من المواد الزراعية مما يؤدى إلى قيام من يشتري تلك المواد الخام من المنتجين على إختلاف طبقاتهم سواء اكانوا من صغار المنتجين أو من اصحاب المصانع إلى أن يقوم باضافة الزيادة فى المواد الخام إلى سعر السلعه بعد التصنيع واذا كان من يشترى تلك المواد الخام تاجرا سوف يضيف الزيادة فى سعر المواد الخام إلى المنُتج الذي يبيعه ممايؤدى إلى رفع سعر السلعه على المستهلك سواء اكانت سلعه مصنعه أو سلعه تباع في شكلها الأول دون تصنيع لكنها تنتقل بين اكثر من وسيط أو تاجر حتى تصل إلى المستهلك فيطلب المستهلك سواء اكان مزراعا أو عاملا زيادة فى الأجر لمواجهة ارتفاع أسعار السلع فيضطر اصحاب الأعمال إلى اضافة تلك الزيادة إلى اسعار السلع مرة أخرى والجميع يدور داخل دائرة الغلاء من منتج لتاجر لمستهلك وفى النهايه لو تم حساب ما يتلقاه العامل أو المزرارع من اجر ومايستطيع شراءه من سلع سيجد ماكان يشتريها قبل رفع الاسعار وزيادة اجره
هى نفس الكميه بل فى بعض الأحيان يكون الأجر القديم المنخفض يشتري كميات اكبر من السلع وهذا ما اسميه من وجهة نظرى دائرة الغلاء والمظلوم فى تلك الدائرة هى العمله الرسمية للبلاد التى سوف تخسر الكثير من قيمتها بسبب زيادة التضخم فالانتاج الزراعي والصناعي كما هو لكن قيمة النقود اصبحت اقل
فالحل الامثل لرفع مستوى المعيشه ليس رفع اسعار وزيادة تكاليف العمليه الإنتاجية من مواد خام واجور لان كل ذلك فى النهاية سيؤدي إلى ارتفاع سعر السلعه
فالكل يتبادل الأدوار فى ما اسمية دائرة الغلاء فكل منتج اوتاجر فى تلك الدائرة هوايضا مستهلك وكل مستهلك هو أيضا منتج او تاجر وذلك لكون الحياة الانسانيه قائمه على حاجة جميع افراد المجتمع لبعضهم البعض
ولكن الحل الأمثل لضبط الأسعار والحفاظ على قيمة العمله وحماية المدخرات وتحجيم دائرة الغلاء حتى لاتقضي على الأخضر واليابس هو زيادة الانتاج مع الحفاظ على اسعار السلع دون زيادة لأن كل افراد العمليه الإنتاجية والاستهلاكيه يدور فى دائره واحدة اسميها من وجهة نظري ((دائرة الغلاء)) والتى يضار منها الجميع ولا يستفيد منها احد فالكل منتج وتاجر ومستهلك وقد صدق المولى -عز وجل-
((أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) الزخرف ايه ٣٢
فالجميع مسخر لخدمة بعض الغنى يحتاج الفقير والفقير يحتاج الغني
فالمزراع يبيع للمصنع والتاجر يشتري من المصنع ويعود المزراع مرة اخرى ليشترى من التاجر والكل يدور فى نفس الدائرة فعندما يرفع المزراع سعر الماده الخام سوف يزيد صاحب المصنع سعر تلك الماده الخام فى صورتها المصنعه بمقدار الزيادة فى المواد الخام أو اكثر من ذلك فالكل يؤثر ويتأثر داخل تلك الدائرة