رسالة إلى مجهول!!!
لم أعد اذكر تلك الرسالة عزيزي الغير معنون باسم تحية طيبة (لا تعرف عن شرور العالم شيئا) وبعد اكتب لك في صباح يوم عادي من أيام البرد الغير مستحبة (بالنسبة لي)
حيث تذكرني دوما بدرجة حرارة المشاعر المستهلكة والقلوب التي صادفتها
اكتب إليك وأنا ممدده بالفراش أقاوم رغبات كثيرة بالبقاء فيه حتى ينساني العالم وبالنوم حتى تنتهي كل كوابيسي
أقاوم الكسل الذي يثبت قَدَمَيَّ في الفراش ويوسوس لي (اِبْقَ)
لم يختلف العالم كثيرا حتى بعد انعزالي...
يطاردني العالم يا صديقي كاللعنة... يلقي في طريقي البشر القادرين علي قتلي بأعصاب باردة (كأحجار) علي جانب الطريق ومنتصفه فلا أكاد أعبر حجرا حتى يعرقلني الآخرأقاوم إلا انكفأ علي وجهي
أتلمس الجدران لعلها تقيني السقوط
لكن خمن ماذا؟
كل الجدران التي استندت إليها كانت آيلة للسقوط قلبي الذي قفز من جسدي في أحد العثرات أصبحت احمله علي كفي
وأتجول به هل رأيت يوما امرأة تتجول بقلبها علي كفها؟
إذن عليك أن تراني وأنا أطوي قلبي جيدا واضعه في جيب بنطالي صباحا وأسير به في عملي بكل ثقه واخرجه مساءً لازيل كل الحزن من عليه واضعه في جيب ثوبي
لم يعد مكانه بجسدي خاويا
في كل عثره كانت تتقافز الالام الي زاوية من مكانه وتتراكم
حتي اصبح متخما بالوجع الصامت الذي لا يعرف احد للبوح به وانتهيت احمله علي كفي حريصة علي الا ادهسه في عثرة جديدة كل الوجوه حولي يا صديقي ملبده بالغيوم كايام الشتاء لا تري الشمس من خلالها وكل من امنت ان الشمس خلفهم خذلوني وكان خلفهم عاصفة ورياح وامطار تضخ دفقاتها دموع علي قلبي الي اين المفر يا صديقي الحزن امامكم والوحدة خلفكم
وعلي الجانبين خناجر ورماح سنونها مدببه ادمتني اسير الي الغد ممسكة بكفين صغيرين احاوطهما من الاذي
فاتحمل النصاب عنهما كاملا
واقف قليلا لاحاول استجماع ذاتي
وارتداء اقنعتي ثم استكمل المسير
الطريق طويل وانا لا اقف لانظر ماذا سقط مني بالخلف فكل ما تركته خلفي (تركته)
الغد يا صديقي يخيفني بعض الشئ
لكنك تعرفني
لا يثنيني عن عزمي شيئا
كل من غادروني علموني القسوه
كل من آلموني علموني الصمود
كل من تركوا ندبهم بروحي علموني الترك
ممتنة لهم
مهدوا لي طريق الغد بلا تعلق
وبلا تملق
السماء اليوم لا تشي عن شئ
لا اقرأ فيها اخبار الطقس
اخاف ان ابكي فتمطر
وانا قد وعدت صغاري برحلة صغيره
جوها معتدل
هل تراني سأجد وقتا يوما للبكاء علي كتف صديق؟
ام ان الصمت الذي اعتراني سيرافقني الي المحطة الاخيره
علي كل
سارسل لك تحياتي مع غيمة مسافره
لعلها تمطر فيشي عني رذاذها اليك
ويخبرك بما واريته حيدا عن العيون المتلصصه
وربما يوما ما
تلقي اليّ بكتف
وتمنحني انت وقتا للبكاء (عليه)