أوقفوا استعراض " محدثي النعمة " على فقراء المجتمع
لسنا ضد تحقيق الإصلاح الإقتصادي الذي تأخر كثيرا في مجتمعاتنا العربية بحيث يتم تحويل الاقتصادات الرسمية العربية من الهبوط خلال ال 50 عاما الماضية إلى الصعود ، و تحويلها من كونها استهلاكية بالدرجة الأولى إلى إنتاجية و صناعية حتى نلحق بركب الدول المتقدمة و القوية اقتصاديا و علميا .
و خلال تلك التحولات الصعبة و المؤلمة ، يبقى تماسك المجتمع أهم أدوات الدول للعبور من واقع متدني إلى مستقبل أفضل ، و الجميع يعرف أن الطبقة الفقيرة هي التي تتحمل الصعاب و تدفع الثمن أكثر من غيرها .
إلا أن أكثر ما يستفز أولئك المطحونين في المجتمع و الذين دفعوا فاتورة الإصلاح الاقتصادي برضا و طيب خاطر لأجل أوطانهم و مستقبل أجيالهم القادمة .. هو تلك الصور التي تطغى على أخبار المواقع الإخبارية و وسائل التواصل الاجتماعي من استعراض و استخفاف بمعاناة الناس من قبل محدثي النعمة من فنانين آخر الزمان ، فتاره يخرج علينا فنان بأسطول سياراته الفاخرة التي تتعدى ملايين الجنيهات و أخرى نرى فنانة ترتدي فستانا يبرز مفاتنها و ثمنه آلاف الجنيهات و آخرين يقضون أجازاتهم في عواصم الدول الأوربية ، و في الأماكن التي لا يراها الفقراء سوى في وسائل السوشيال ميديا أو الأفلام العالمية .
يحدث ذلك بينما يعاني الكثيرين في توفير ابسط أنواع الطعام و أرخصه لأولادهم ، يتقلبون في متاهات الدنيا و دروب الأسعار ، راضين بما قسمه الله لهم ، مساندين لبلدهم و مؤمنين بضرورة العبور إلى مصاف الدول المتقدمة .
فالواجب على النخبة و من يطلقون على أنفسهم " فنانين و فنانات " أن يكونوا قدوة و مثالاً صالحا يحتذى به في التواضع و العيش ببساطة و ليس العكس ، فكيف يكون شعور الطبقات الفقيرة في المجتمع حينما يرون فنانة لا تملك من المواهب غير " التعري " و هي تعيش حياة البذخ و الرفاهية ؟ و ماذا نتوقع من أجيالنا القادمة حين يكون قدوتها فنان "بلضجي " أو راقصة ؟
النقابات الفنية ... أصحاب المهرجانات ... أصحاب القرار ... أوقفوا مهازل محدثي النعمة و ارحموا الفقراء .
٠