من " وأد البنات " إلى قتل الأمهات .. الجاهلية الجديدة بقلم : فريد عبد الوارث
صدمتنا مواقع التواصل الاجتماعي بخبر قتل إحدى بنات محافظة بورسعيد لوالدتها ! بعد أن رأتها في وضع مخل مع أحد الشباب داخل شقتهم ، برغم انها مخطوبة لغيره !!
و لعل ذلك الخبر الكارثي قد أعادنا بالذاكرة إلى عصر ماقبل الإسلام ، حين كان يتم " وأد " البنات ( دفنهم أحياء ) مخافة العار أو الفقر ، ثم جاء الإسلام ليبطل تلك العادة و يمنعها نهائياً ، و ها نحن نحيا أياما ثقالا عجافا من الأخلاق ! و كأنها جاهلية أخرى ! لكنها معكوسة ، لنرى عكس ما كان يحدث ، حيث تقتل البنت أمها مخافة الفضيحة بعد أن ربتها و علمتها و سهرت الليالي لتراها ملكة متوجة في بيت زوجها !!
و الأكثر إيلاماً ، أن الأم المجني عليها قد طلبت من بنتها و عشيقها نطق الشهادة أكثر من مرة فمنعاها و قاما بقتلها بلا رحمة و لا شفقة !!
و لو أننا رأينا ما حدث في فيلم سينمائي لما صدقناه ، و لقلنا أنه من وحي خيال مؤلف مبالغ و غير واقعي ، فما الذي أصاب مجتمعنا ؟ و أين ذهبت قيمنا و أخلاقنا ؟
هل وصلنا إلى مرحلة التبلد و عدم الشعور بخطورة ما يحدث حولنا ؟ أم ترانا ننتظر أن يتغير حالنا و نحن نرى الكوارث التي ضربت بنياننا من مقاعد المتفرجين ؟
هو جرس إنذار ، و رسالة خطيرة ، مضمونها .. كلنا في خطر و كلنا سندفع الثمن ، فكفانا سلبية و كفانا هروباً .
الدولة المصرية ، الأزهر الشريف ، الكنيسة الوطنية ، أولياء الأمور ، نحن في مفترق طرق و لم يعد لدينا رفاهية الاختيار ، فإما أن ندرك و ننقذ ما يمكن إنقاذه أو فانتظروا أسوء مصير .
٠