نتيجة ضياع الأخلاق .." طلاب الطب " تجار مخدرات !! بقلم : فريد عبد الوارث
قدر الله تعالى في سننه أن السعادة لن يصل إليها الإنسان إلا بطاعته و أخلاقه و أن الشقاء هو حليف المعصية، و لنا في آدم عليه السلام عندما عصى ربه و أطاع أبليس اللعين العظه و العبره ، فطرده الله عز وجل من جنته و حرمه نعيمها و أنزله إلى الارض يعاني هو و من معه من آلام الحياة و شقائها ، و المعاصي و الفساد الأخلاقي ليست فقط من أسباب غضب الله عز وجل و زوال نعمه، إلا انها من اسباب استعباد الامم و إبادتها و محوها من الارض ، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
و بقدر بُعد مجتمع من المجتمعات أو أمة من الأمم عن محاسن الأخلاق ، و اتصاف أبنائها بالأخلاق السيئة الرديئة يكون الضنك و الشقاء، بما يعني أن هذا المجتمع يعاني أزمة أخلاقية ربما تؤدي إلى انهياره .
و لعل الخبر الصادم الذي طالعتنا به المواقع الإخبارية بخصوص القبض على 5 طلاب من الدارسين في كلية الطب بسوهاج ، يعبر بما لا يدع مجالاً للشك عن حالة مزرية و صلها مجتمعنا ، حين تخلى عن الأخلاق لحساب أي شيئ آخر حتى و إن كان العلم !
فأي حال هذا الذي وصلناه ؟ و أي كارثة تلك التي نحياها ؟ فالمفترض أن هؤلاء الطلبة هم صفوة المجتمع أخلاقياً و علمياً ، كما أنهم هم المنوط بهم أن يعالجوا المدمنين مستقبلاً من تبعات الإدمان ، فإذا بهم في هاوية الإتجار بالمخدرات !
حذرنا و ما زلنا ، من عمليات الغش التي تحدث في المدارس ، فتجعل من الفاشلين و عديمي الأخلاق على قمة الهرم التعليمي ، كما حذرنا من تبعات غياب زرع القيم و التربية الصحيحة في مدارسنا ، و ها نحن نجني ثمار سنوات الإهمال التي اجتاحت مدارسنا و مجتمعنا و أودت بنا إلى هاوية الضياع بكل ما تحمله الكلمة من معاني .
فأكثر ما يمكن أن يمتلكه طالب المعرفة و العلم هو الجمع بين المعرفة الوفيرة و الأخلاق الحميدة معا، و بذلك يكون قدوة للفرد الذي يقلد نفسه و يأمله و يتوقع منه مستقبلاً مشرقاً و مكانة عالية في المجتمع.
لله در الشاعر حين يقول ...
سلوا الشباب شباب العصر كم حفظوا ؟
من سورة الكهف أو من سورة القلم
و كم حديثا لخير الخلق قد فهموا ؟
و هو المصدق بعد الوحي في الكلم