الرئيس المصري والأزمة الليبية وأبتزاز أردوغان
الرئيس المصري
لم يكن حظه مثل سابقية ، من الرؤساء الذين حكموا مصر فقد كان العدو الصهيوني هو عدونا الأول والأخير و التقليدي ، على مدار الحقب السابقة . لكن بات على السيسي منذ توليه مقاليد الحكم أن يصارع يوميا عدوآ جديدآ ، فمن الأزمة الإقتصادية الطاحنة الى عجز الإحتياطي النقدي ، الى الحرب الدائمة على الفساد ، والإرهاب، إرتفاع الأسعار ، والتنمية والتسليح ، وبناء المشاريع القومية ،
واليوم
بات علية أن يواجه عدوآ مختلفآ فهو رئيس دولة إسلامية ، يحلم منذ توليه بالزعامة وبالخلافة ، التي إنتهت من آلاف السنين ، رئيس لديه إنفصام في شخصيته ، فتارة علماني يريد الإنضمام للإتحاد الأوروبي ، وتارة إسلامي يحلم بالخلافة العثمانية ، إرتضى بمشهد لم يسجله التاريخ في أى دوله حيث قبضت شرطته على أفراد جيشه ، حينما ثاروا عليه، هو من تبنى المليشيات والدواعش ، التي صنعها بمباركة الأمريكان وإرسالها الى سوريا واليوم إلى ليبيا ، والتي تدعم أحلامه الواهية في الخلافة او الزعامة ،
أراد اليوم التغطية على الأزمات الداخلية التي يواجها حسب ما قاله نائب رئيس حزب الشعب التركي " سيد طورون " الذى أتهم أردوغان بأثارة الجدل خارجيا ، للتغطية على فشلة داخليا حيث تعانى الدولة التركية من أزمة إقتصادية وأزمة ديمقراطية ،
واليوم
يأخذه الجنون بمباركة بريطانية أمريكية وينتزع موافقة البرلمان التركي ، الذى يسطر علية حزب العدالة والتنمية ، بأرسال قوات تركية الى ليبيا ، وهو يدرك أن ذلك بمثابة إعلان حرب على المنطقة بأكملها، بما فيها اليونان وقبرص وايطاليا ومصر ، وهى الدول التي بينها إتفاقيات غاز ، وتدعم حكومة حفتر، والدولة الليبية ، وهو يدعى أن ذلك للحفاظ على حكومة الوفاق وعلى راسها السراج و هي الشرعية من وجهة نظره والتى وقعت معه الإتفاقية بشقيها الأمني والسياسي،
وهو لا يدرك أن الموقف الشعبي الليبي توحد ضده والقبائل اللييه أصدرت بيانآ ضده وبدخول الجيش الوطني الليبي الى العاصمة طرابلس ، والقضاء على المليشيات ، وإسقاط حكومة السراج يتم تعريته دوليا ، وابطال تلك الورقتان اللتان وقعت عليهم مع الجانب التركي ،
واليوم
هناك مشهد اخر قد لا يراه الجميع من وراء نقل المعركة الى الدولة الليبية ، فلعل الإستقرار الأمني الذى تشهده مصر خلال الفترة الأخيرة ، وتنوع تسليح الجيش المصري ، ومصادر الثروة الجديده " الغاز "من البحر الأبيض المتوسط ، والإتفاقيات التي وقعتها مصر كانت دافعا للقوى الكبرى والمخابرات الأجنبية ، ان تدفع باردوغان لنقل الصراعات الدولية ، لتهديد حدودنا وتهديد سيادتنا على مصادر ثروتنا ، وجر الجيش المصري الى معركة أخري ، فأولى أهداف اردوغان وآخرها القرصنة البحرية على مصادر الثروة البترولية ، وهو لا يستطيع دفع تكلفة حرب خاصة انه لا يملك انزالآ بحريا لقواته ، فدولة ليبيا مقبرة غزاة العالم ، دولة ذات تضاريس وعرة ، خاصة انه لم يستطيع الدخول للعمق السوري في حربه السورية ، وليس لديه اليوم سوى بناء قاعدة بطرابلس بأنزال جوى ، وهنا تكمن المشكلة عدد كبير من الدول لم يسمح له بإستخدام مجاله الجوي ، وبالتالي حربه قد تكون حرب عصابات او مرتزقه فقط مما لا يستطيع مواجهة الجيش الليبي النظامي ،
والخلاصة
على المجتمع الدولي تحمل مسئولياته ، والوقوف ضد المعتوه ، فالمواقف الأمريكية المميعة غير مجديه ، فالجميع سوف يدفع التكلفة ، ايضآ على روسيا أن تعيد النظر في صفقة الصواريخ التي وقعتها مع اردوغان والتي يحتمى بها ،
ايضآ على الجامعة العربية تغيير البيان الهزيل الذى أصدرته لان عدم إدانة العدوان التركي فضيحة ،فيجب تفعيل ميثاق الدفاع المشترك للدول العربية فورا ، لأن قرارات الشجب والإدانة انبطاحآ ، عليهم طلب جلسة طارئه لمجلس الأمن ،
وفى النهاية
أقدم إعتذاري إليك فخامة الرئيس عن كل ما كتب ، أو قيل من أشخاص غير مؤهلين ، عن قيامك بتسليح الجيش والإنفاق الكبير على شراء القطع البحرية ، ومبررهم لدينا ازمه أقتصاديه،
اليوم أدركنا بعد نظرك أدركنا أنك بطل من طراز فريد فثق أن كل المصريين وراءك ،
واليوم
وأطمئن كل المصريين أن الجيش المصري مستعد لمعركة أردوغان ، منذ اليوم الأول للتنقيب عن الغاز في المتوسط ، ويدرك كافة أبعادها ولا يعول على موقف الدول الأوربية، أو الأمريكية، أو الروسية ، وإنما يعول على منطق القوة فقط، وهو ما أكد علية الرئيس في إجتماع مجلس الأمن القومي، و الذى مازال منعقدآ لمواجهة أبتزاز أردوغان( ابتزاز فقط )