الحرب الروسية الأوكرانية .." أوروبا" الجلاد أم الضحية ؟
لم يعد خافيا على أحد ما تعانيه الدول الأوروبية جراء الحرب المفروضة عليها من رعاة البقر ، فقبل مرور عام على حرب ليس لهم فيها ناقة و لا جمل ، ها هي الحكومات تصرخ و الشعوب تئن تحت وطأة صراع مجنون ، أرادت فيه أمريكا تدمير " روسيا " و القضاء عليها ، فإذا بالدول الأوروبية تتحول من جلاد إلى ضحية !!!
دفعت واشنطن الأوروبيين بقوة نحو التورط في حرب أوكرانيا ، و إنصاعوا صاغرين ! بلا حساب للخسائر المتوقعة و كأنهم فقدوا عقولهم ! فكانت النتيجة :
إرتفاع أسعار الطاقة إلى عدة أضعاف ،و إضطرت شركات و مصانع عملاقة للخروج و التوطن في مناطق أخري مثل الصين و الولايات المتحدة و المغرب و ... و ..
أيضاً ، تراجع اليورو مقابل الدولار ! و إزدادت أعداد اللاجئين .
ليس ذلك فحسب ، بل إن أمريكا تبيع الطاقة و الأسلحة لأوروبا بأسعار مرتفعة ، برغم أنهم يعانون من التضخم و الكساد ، كما تم تفريغ ترسانة الأسلحة الأوروبية من مخزونها تماماً و إليكم التصريحات الرسمية لأكبر ثلاث دول أوروبية عسكرياً و إقتصاديا:
وسائل الإعلام البريطانية في شهر (فبراير) الماضي تقول : لإقتصاد الروسي سينهار و سيُهزم بوتين ...
و نفس الوسائل البريطانية تقول أول أمس :
نحن مضطرون الآن لتناول طعام الحيوانات الأليفة !!!
أما فرنسا فتعترف بدورها بشكل رسمي بأنها لم تعد قادرة على إمداد أوكرانيا بالأسلحة بسبب مشاكل في مخزونها !!
الألماني أولاف شولتز صرح : القوات المسلحة الألمانية تعاني من نقص في الذخيرة !! برغم تخصيص أكثر من 100 مليار يورو للقوات المسلحة الألمانية في ميزانية العام الحالي !!
و قد يكون الهدف من التصريح هو خلق مبرر لألمانيا لكي لا تقدم مزيداً من الذخيرة لأوكرانيا في ظل ضغوط و اشنطن و الناتو عليها لإرسال مزيدا من الدعم و الذخائر لأوكرانيا !
ناهيك عن المواطنين الأوروبيين الذين باتوا عاجزين عن دفع فواتير الكهرباء و الغاز ، و أصبحوا أو كادوا أن يتركوا بيوتهم بحثاً عن الدفئ في دول العالم .
و الخلاصة ....
المصيدة لم تكن لبوتين ، لكنها كانت للقارة العجوز و دولها ، حتى يعودوا لبيت الطاعة الأمريكي ، و ستظل تلك المأساة عالقة في أذهان الأوروبيين عقوداً طويلة .