مواقع التواصل الاجتماعي والصراعات الوهمية بقلم : محمد على فؤاد
اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا مهما فى حياة جميع افراد المجتمع بل واصبح لها تاثير لايستطيع احد أن ينكره لكن هناك اثر سلبي لتلك المواقع فقد صنعت تلك المواقع بسبب ما ينشره مستخدميها من منشورات وتعليقات واشارات ومشاركات صراعات وهميه على سبيل المثال اذا كان لصاحب المنشور خصومه مع شخص ما فإن الشخص المخاصم يظن أن تلك المنشورات هو المقصود بها مما يؤدى إلى زيادة حدة العداء و البعض يفسر المنشورات والمقصود منها على حسب مايهوى فقد ينشر احد الأشخاص شئ من القران أو الحديث أو بعض كلمات النصح والارشاد فيظن البعض ان المقصود أو الغرض من المنشور سياسي أو اجتماعي أو مقصود به التجريح او التلميح.
فقد انتشر سوء الظن وتفاقمت المشكلات بسبب تلك التفسيرات التى لا أساس لها من الواقع فلا تفسروا النوايا على حسب اهواءكم ولا ترهقوا انفسكم بالغواص والتنقيب فى نوايا الناس و لا تحكموا الا بالظاهر وحسن ظن وتجنبوا الدخول فى صراعات وهميه تصنعها عقولكم ولا تعود عليكم وعلى احبابكم وأصدقائكم والمقربون منكم إلا بالإثر السيئ فكم من صدقات انتهت بسبب سوء الظن وكم من علاقات انتهت ايضا بسبب سوء الظن فقد صممت تلك المواقع الاجتماعية من اجل تسهيل التواصل الاجتماعي بين افراد المجتمع وتقوية العلاقات الانسانيه وتقريبها فلا تجعلوها سببا لقطع العلاقات وصنع الخلافات ولا تتعجلوا فى الحكم على الأشخاص بسبب منشوراتهم وتنصبوا انفسكم قضاة على نواياهم فلا يطلع على النوايا ولا يعلمها إلا الله فمهما بلغ ذكاء الإنسان ومهما بلغ خياله فلا يستطيع أن يطلع أو يصل إلى مايخفيه البشر
ولقد حذرنا المولى عز وجل فى اكثر من موضع من سوء الظن
فقال تعالى((﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)
وقال ايضا
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ،(سورة الحجرات آية 12).
وقد حذرنا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم فى اكثر من موضع من سوء الظن
فقد روى عنه انه قال: «إياكم والظنَّ فإن الظن أكذب الحديث»
ايضا قال النبى صلى الله عليه وسلم «ان الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء.
وقال الإمام على بن ابي، رضى الله عنه
: «لا إيمان مع سوء ظن»،
وقال أيضا
«سوء الظن يفسد الأمور ويبعث على الشرور».
فرجاءا التعامل مع منشورات الأشخاص وما يضيفونه على مواقع التواصل الاجتماعي بحسن الظن وعدم اتباع سوء الظن وعدم الغوص والتنقيب فيما تقصده النفوس وما تخفيه الصدور فهى اشياء لايعلمها الا الله
ولا تفسروا تلك المنشورات على حسب اهوائكم فعلى حساب اقل شخص المئات من الأشخاص بل احيانا الاف فلماذا يري الشخص انه هو المقصود من بين المئات اوالالاف ولماذا يري البعض من اصحاب الهوى عند نشر الآيات القرآنية والاحاديث النبوية والحكم والمواعظ أن المقصود بها التلميح أو التجريح أو التلويح فلتحسنوا الظن بالآخرين
فقال الشاعر
قال أحمد شوقي:
ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا ** للشك في النور المبين مجالا
والظن يأخذ من ضميرك مأخذا ** حتى يُريك المستقيم محالا
وقال أبو الطيب المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدق ما يعتاده عن توهم
وعادى محبيه بقول عُداته ** وأصبح في ليل من الشك مظلم
وقال أيضًا:
من ساء ظنا بمن يهواه فارقه ** وحرضته على إبعاده التهم
وقال القروي:
ما زلت ترجمه بظن سيء ** حتى أضعت صديقك المختارا
فلا تفسدوا حياتكم وعلاقاتكم بالصراعات الوهميه التى لإمكان لها الا فى عقولكم وبسببها وبسبب سوء الظن تخسروا أصدقائكم واحبابكم واتباعكم فاستقيموا يرحمكم الله