" موظف الأوقاف ".. من يصلح الملح إذا الملح فسد :- بقلم فريد عبدالوارث

يعرف الجميع قصة البدوية التي راودها شيخ القبيلة عن نفسها ، و هي و زوجها ضيوفا عنده ، و كيف ردت عليه تلك السيدة العربية الحرة ؟ حين قالت له : حتى لا يجيف اللحم (أي يتحول إلى جيفة) يرشون عليه الملح ! فمن يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد؟! و لك أن تستعين بمن تريد، فإذا جئتني بالحل صرت لك كما تريد! 
و ما كان من الشيخ حين عرض مسألته على كبار قبيلته ليأتوا له بحل اللغز ، إلى أن قال له أحدهم أن ذلك هو بيت شعر قاله أبو سفيان الثوري يقول فيه : 
يا رجال العلم يا ملح البلد 
      من يصلح الملح إذا الملح فسد ؟ 
و يقصد به : إن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلح الملحُ اللحم ! فمن يصلح الشيخ إذا الشيخ فسد ؟!
طالعتنا المواقع الإخبارية بخبر القبض على موظف بأوقاف سوهاج متلبساً بحيازة ( كيلو شابو و نص كيلو حشيش و ١٥٠ قرص مخدر و سلاح و ٢ تليفون فى دائرة مركز سوهاج ) !! و ذلك من دواعي الأسف ، فكيف لمن يعمل في مجال الدعوة و الدين و الأخلاق أن يتحول لتاجر لأسوأ تجارة عرفتها البشرية ؟ 
و إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على توغل و انتشار ظاهرة التعاطي و الاتجار بالمواد المخدرة بشكل كبير داخل مجتمعنا ، و هو ما سبب و مازال حدوث الجرائم الغريبة على مجتمعنا ! حتى أصبحت الأخلاق آخر اهتمامات الشباب ، و رأينا عديم الخلق و التربية مثالا يحتذى به !!! 
و ها نحن ندق ناقوس الخطر ، و نناشد كافة الوزارات المعنية بجعل تلك القضية و معالجتها على رأس الأولويات ، حفاظا على ثروتنا البشرية من الضياع و الانزلاق إلى هاوية لا خروج منها . 
و لا نعفي أولياء الأمور من مسؤوليتهم الأساسية في تربية أبنائهم و زرع القيم و الأخلاق فيهم .... فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته.