المفاوضات " الروسية الأوكرانية " بين الواقع و المأمول
أرهقت الحرب الروسية الأوكرانية العالم كله ، و خلقت موجة غلاء غير مسبوقة دفعت ثمنها شعوب العالم بلا استثناء ، و حتى الآن ليس هناك إرادة سياسية حقيقية من الطرفين لإنهاء تلك الكارثة ! برغم التصريحات المتبادلة من الطرفين عن رغبتهما في تحقيق السلام و وقف إراقة الدماء!!
لعل فصل الشتاء القاسي يكون دافعا قويا للجانب الأوروبي للخوض في مفاوضات سلام حقيقية مع الجانب الروسي ، - معروف أو أوكرانيا لا تملك قراراً - و ها هو الأمين العام لحلف الناتو ينوه إلى رغبة في وقف متبادل للأعمال العدائية ، تحت وطأة الضغط الاقتصادي الذي يعتبر أساس السياسة الأوروبية ، فهم يلعببون دور " التوقيف " في المواجهة الأوكرانية الروسية ، و يحرصون على عدم تمكين الجيش الأوكراني من إلحاق هزيمة كاملة لروسيا ، و في نفس الوقت منع روسيا من هزيمة أوكرانيا هزيمة نكراء بحيث يظل موضوع التفاوض قائما و قابلا للتنفيذ .
و تريد " روسيا " القبول بسيطرتها على ما ضمته مؤخراً (دونيتسك و لوهانسك بالاضافة للقرم) و رفع العقوبات على الغاز و النفط مقابل سلام و وقف إطلاق نار فوري ، و هو ما ترفضة أوكرانيا ، لكنهم سيخضعون إن عاجلاً أو آجلاً ،
فالكل يعرف أن زعيم روسيا مقامر و عنيد ، و لن يسمح بسقوط هيبته في روسيا إن قبل بالخسارة في أوكرانيا ، و مقامرته مبنية على أن الغرب يحتاج للمفاوضات بسبب ضعف محتمل للإمدادات الغربية لأوكرانيا ، و بسبب الوضع الإقتصادي الكارثي لأوروبا .
يحدث ذلك ، بينما يتمنى العالم كله وضع نهاية لتلك المأساة ، و إيقاف تلك الحرب المجنونة التي ألقت بظلالها على البشرية ، و حتى الآن لم تظهر لها نهاية ، و استمرارها يعني الدخول في مرحلة أخطر و سلسلة حروب أكبر قد تصل للحرب العالمية الثالثة .
