عبرات يتيم بقلم : كريمة أبو الحمد
لقد اشتد ألم اليتيم وازداد حزنه في بلادنا، وزاد بأسه، و قَلتْ حيلته، ولا وَجَدَ من يسانده، ويعاضده، ولا يأخذ بيده، بل أصبحنا في مجتمعٍ لا يَقْوى إلا على الضعيف الذي لا حيلة له ولا متكأ يستند عليه، فقد عاش اليتيم في مجتمعنا مسلوب الحقوق، ومنزوع التقدير، وكأنه وحيدًا في صحراء بل كأنه وحيدًا في غابة ليس بها إلا حيوانات مفترسة!!
لا أدري أَوَصَلَ إلينا الإسلام بتعاليمه أم بالاسم فقط!!
فكيف نكون على الإسلام وكل هذا الإضطهاد للفقير واليتيم والمسكين والسائل والمحروم؟!
فكيف نغفل عن قول الله تعالى: "فأما اليتيم فلا تقهر* وأما السائل فلا تنهر"!!
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" ابغوني الضعفاء، فإنما تنصرون وتُرزقون بضعفائكم "
وكأنك إذا دفعت اليتيم وقهرته فكأنك كذبت بالدين وهل أشدُ من ذلك معصية؟ قال تعالى "أرئيت الذي يُكذب بالدين* فذلك الذي يَدُّع اليتيم * ولا يَحض على طعام المسكين" فأين الإسلام إذا كذبت به بمجرد أنك قهرتَ يتيمًا وزجرته؟!
ونحن لا نقهره ونزجره فقط بل سلبنا كل حقوقه ومع ذلك نقول إننا مسلمون!!
فهل يأكل الأخ حق أخيه؟! "إنما المؤمنون اخوة" فكيف إذا أكل الأخ حق أخيه فماذا بعد، والله إنها لمأساة تتصدع منها القلوب..!!!