ترويج الشائعات بقلم : كريمة أبو الحمد
إن أكثر ما يهدم المجتمعات ويفككها، وجود أُناس يتربصون به ويريدون زعزعة القوميات الوطنية من خلال نشر الشائعات والأقوال المكذوبة، وقد ساعد على كثرتها في زمننا وجود المواقع الإلكترونية مما سهل عليهم تحقيق ما يريدونه، ولكن الإسلام حارب هذا كله، وأمر بالتثبت من الأخبار قبل نشرها؛ كي لا يصاب أحد بضررٍ من هذا الكذب، فقد قال تعالى: "ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا أن تُصيبوا قوما بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين" [سورة:الحجرات آية ٦]
فمن سماحة الإسلام نهى عن نشر هذه الشائعات درءًا للمفاسد التي تهدم المجتمعات، فلابد أن يتحرى الإنسان ما يقول،ولا يتكلم بما لا يعلم، قال تعالى في سورة الإسراء: " ولا تقف ما ليس لك به علم"
بل إن القانون أيضًا نص على عقوبة من يروج الشائعات بالحبس والغرامة المالية؛ فقد نصت المادة من قانون العقوبات على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر بسوء قصد بإحدى الطرق المتقدم ذكرها أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقًا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبًا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".
كما نصت المادة رقم 80 (د) من قانون العقوبات على: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه؛ وهذا للحفاظ على المجتمع، ومدى خطورة هذه الشائعات على تفكك المجتمعات..
إن القرآن الكريم، جعل لنا هذه القاعدة من قبل ألف وأربعمائة عام حفاظا على المجتمعات، ولكن أكثر الناس يظنون أن القرآن والإسلام لا يساير العصر، ولكن نقول أن هذا العصر هو من يحتاج أن يتبع ويسير على منهج القرآن، كي يصحوا من غفلاته!!!