" شتاء اللاجئين " و دعوات المخربين .. اعتبروا يا أولي الألباب

مع قدوم الشتاء ، تدمي قلوبنا مشاهد ملايين اللاجئين السوريين و العراقيين و غيرهم من ضحايا ثورات الخراب العربي التي ضربت بنيان بلادنا العربية ، و هدمت الحد الأدنى من عوامل الأمان و الاستقرار فيها ، و تبقى مخيمات أولئك اللاجئين دليلاً - لا يقبل الشك - على زيف و كذب المتاجرين بمصير الشعوب عبر شعاراتهم الجوفاء و ثوراتهم الخادعة ، فلا جدران توؤيهم و لا سقف يحميهم ، بل إنهم يتجمدون سقيعا و بردا و يموتون قهراً و ذلا في بلاد غريبة ، رجالهم مقتولين و أطفالهم مشردين و نسائهم أصبحن سلعة للهوى برضا أو بغير رضا !! 
ذلك المشهد المخزي و الواقع الأليم كان مصيرا محتما لكل من استجاب لدعوات التغيير و الهدم لمؤسسات بلده بلا استثناء ، و على المشككين مجرد النظر للخريطة العربية ، حتى بات أقصى أمانيهم العودة ليوم واحد لبيوتهم القديمة و الاجتماع تحت سقفها و حماية راية أوطانهم و رؤية عائلاتهم و لو لساعة واحدة . 
و بعد مرور أكثر من عشر سنوات على تلك الثورات المزعومة ، يحق لنا أن نطرح سؤالاً على أصحابها ، ما هي النتائج التي جنيتموها من الانسياق وراء شعارات الكاذبين ؟ فمن المعروف أن لكل عمل نتائج سواء كانت نتائج إيجابية أو سلبية ، الإجابةمؤلمة، واضحة للعيان، و لا تحتاج إلى جهد في البحث و التنقيب لاستخلاص النتائج، فما رأينا سوى الخراب و الدمار والقتل و الذبح و التشريد و الفوضى ! و ما نتج عنها سوى دول كادت أن تختفي من على الخرائط الجغرافية ! و ما يعانى منه العرب جميعاً ما هو إلا بعض المضاعفات الناجمة عن كارثة الثورات المزعومة و ذلك بلغة الأرقام التى لا تكذب و لا تتجمل ، 
و للأسف الشديد ، نجحت ثورات الخراب في تحقيق ما لم تنجح فيه الدول الاستعمارية حين احتلت بلادنا العربية لقرون ، حيث نجحت في  هجرة الشعوب من أوطانها، فرارا من الموت و القتل و الاغتصاب و بيع النساء فى سوق النخاسة !  فضلاً عن الآلاف الذين ماتوا غرقا في البحار و المحيطات أثناء رحلات الهروب الجماعية إلى بلاد لا ترحم . 
لعل كل تلك الحقائق و المشاهد التي رأيناه بأعيننا ، و الأحداث التي سجلت تاريخاً من الذل و الهوان و الضياع لشعوبنا العربية ، تكون دافعاً للحفاظ على ما تبقى من بلادنا العربية ، و عدم الانسياق وراء دعوات الخراب مرة أخرى ، فما نعرفه أن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين ،،،، فاعتبروا يا أولي الألباب.
٠