انحدار الأخلاق في المجتمع
الأخلاق الحسنة هو أعظم ما تعتز به الأمم وتمتاز عن غيرها ، والأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ، وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها ، وبقدر ما تنحط أخلاقها وتضيع قيمها تنحط حضارتها وتذهب هيبتها بين الأمم ، وكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت على غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق كالعدل وحفظ الحقوق وغيره ، وكم ذلت أمة ولو كانت مسلمة وضاعت وقهرت بتضييعها لتلك الأخلاق .
إذا انتشر في المجتمع الأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة والعدل والنصح أمن الناس وحفظت الحقوق وقويت أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وقلت الرذيلة وزادت الفضيلة وقويت شوكة الإسلام ، وإذا شاعت الأخلاق السيئة من الكذب والخيانة والظلم والغش فسد المجتمع واختل الأمن وضاعت الحقوق وانتشرت القطيعة بين أفراد المجتمع وضعفت الشريعة في نفوس أهلها وانقلبت الموازين.
ومحيط الأسرة تجاوز الأولاد :
فالأولاد لا يحترمون أباهم ولا يقدرون أمهم وكثيرا ما يعصون أوامرهما ويصدر منهم الامور من عدم الإستجابة لهما في ذلك وعدم خدمتهما في المنزل ، والولد يرى أباه أحوج ما يكون لأمر ما فيتخلى عنه ولا يقضي حاجته ، ومن المؤسف أن كثيرا من الأولاد سلبي يتنصل عن المسؤلية دائما لا يهمه إلا اللهو وقضاء شهواته من مطعم جيد وملبس حسن وسيارة وكماليات ، وأبر ألأولاد في هذا الزمان من يخدم أبويه إذا احب منهما حصول مصلحة وتحقيق مطالبه كأنه يعاوض والديه والله المستعان ، وكذلك كثير من الفتيات لا يشاركن أمهاتهن في أعمال المنزل ويتثاقلن في برهن ويقضين الساعات الطويلة في مالا فائدة فيه .
والتعليم بين الطالب والمعلم :
من الملاحظ جفاء كثير من الطلاب للمعلمين وقلة إحترامهم
حتى ذهبت هيبة المعلم لدى طلابه فالطالب يدخل الفصل بلا استئذان ويتحدث أثناء الدرس ويشاغب ويرفع صوته على المعلم ولا يكترث به بل ربما بلغ الأمر إلى منازعته والتعدي عليه ، ومما يؤسف له أن نظرة الطالب إلى المعلم في الغالب نظرة سيئة فيها استهزاء وتصيد للأخطاء والعيوب ، أما خارج المدرسة فالطالب لا يقيم وزنا للمعلم ألبتة ولا يظهر له أي احترام وتقدير ، وساهم في قلة احترام المعلم وهضم حقوقه عدم وجود نظام وقانون يحمي المعلم ويحفظ حقوقه.
ايضا المناسبات الإجتماعية:
فالصغار والأولاد لم يتربوا على تقدير الكبار في الولائم والمناسبات وتراهم يجلسون في مقدمة المجلس ويزاحمون الكبار ويتحدثون في كل موضوع ولو كان لا يناسبهم ويقاطعونهم في الحديث ولا يشاركون في خدمتهم وإذا قدم الطعام لم يحسنوا آداب الأكل وغير ذلك من مظاهر قلة الإحترام من ترك الإستئذان والسلام وتقديم الكبير ، ويلاحظ أن كثيرا من الأبناء لا يحسن استقبال الضيوف وإدارة الحوار معهم والسؤال عن أحوالهم وخدمتهم.
الإعلام في دول العرب:
بعض العاملين في مجال الإعلام يفتقدون أخلاقيات هذه المهنة الخطيرة من الشفافية والوضوح والصدق والأمانة في نقل الأخبار وتحقيق الأهداف السامية من توعية المتلقي ونشر الثقافة الإسلامية والعربية وتوضيح الحقائق وعرض الأحداث عرضا مطابقا للواقع دون تدخل فيه ، ومن المؤسف أن تكون الإثارة هدفا في العمل الإعلامي ولو كان المحتوى تافها ، ونتيجة لهذه التجاوزات صار المتلقي العربي فاقد الثقة والمصداقية في كثير من الإعلام العربي بل أصبح كثير من الناس يثق بالإعلام الغربي أكثر من إعلام بلده ، ومن السلوكيات الخاطئة في إعلامنا عدم إعطاء المشاهد الحرية في إبداء رأيه في حدود الدمقراطيه بل كثير من برامجنا مسيسة قبل تنفيذها ، ومن المنكرات العظيمة في بعض إعلامنا العربي التهجم على مقدساتنا وشعائرنا وعلمائنا .
.. وإنما الانسان ينتبه على الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه ولا يقطع الرجاء به , و يتفاءل في نظراته لفت النظر إلى هذه الظاهرة السيئة ( أزمة الأخلاق)