آمال البرعي تكتب : أدبيات وثقافة التناول الإعلامي لفكر الدولة وسيادة الرئيس
المعضلة الأساسية والحقيقية فى المجتمع المصرى هى عدم تمازج فكرة قيام الدولة بمؤسساتها على الأفكار الداعمة المنطقية القابلة للتنفيذ لدى القيادة السياسية ، والجهل المجتمعى الشعبى اللامبالى الذى يهدم كل القيم الإيجابية بسلوكياته السلبيه التافهة والغير أخلاقية فى معظم الأحيان ، وانحدار مستوى الحوار والإستيعاب
والرفض القاطع لكل قيم قيام الدولة على كل المستويات الإجتماعية، والسياسية ، والإقتصادية، والدينية ؛ بسبب الفكر العقيم العدائى لكل مايمثل الدولة قيادة وحكومة حيث نضع أنفسنا فى خندق مخالف لكل مايمثل الدولة ،فالحكومة هى عدونا اللدود والرئيس هو المرادف للفكر السلطوى لا أكثر فى حين أنه العكس تماما ، ومؤسسات الدولة هى العائق الخدمى الذى لايقوم بمسئولياته لخدمة المجتمع ،
ولا ننكر أن هناك الكثير من السلبيات فى معظم المؤسسات الخدمية ولكن هناك أيضا بعض ملامح التطور الموازى وليست الأمور بهذا البؤس المفرط؛
على أن نضع فى اعتبارنا تنازل المواطن المصرى عن القيام بكامل إرادته عن دوره فى الحفاظ على قيم
الأداء المهنى للموظف الحكومى فيشجعه على قبول
الرشوة بتقديمها له ،أيضا عدم إلتزامه بأدبيات ومعايير وتنظيم العمل ومحاولة تجاوز دوره وحقه بالتعدي على حقوق الآخرين .
الدولة القوية هى منظومة متكاملة الأداء والأدوار قيادة ، وحكومة ، وشعبا ، ومؤسسات
لكن للأسف دوما يلقى المواطن تحقيق أعباءه الإقتصادية والإستهلاكية على مؤسسات الدولة دون أدنى مشاركة منه فهو يطالب بكل حقوقه المشروعة ف المأكل والمشرب والسكن والعمل وغير ذلك وهذا حقه
ولكنه يريد كل ذلك بمعاييره هو فهو يريد أن يأكل ويعمل ويسكن بدون مقابل أو بدون أن يكون مشاركا فى عجلة الإنتاج هو مستهلك فقط يريد أن يستقيظ صباحا
وكل شيء موجود بلا أدنى جهد منه وبلا مقابل إلا من رحم ربى.
يرفض رفضا باتا فكرة فرض الضرائب عكس كل دول العالم التى تفرض الضرائب على الجميع بشكل الزامى لا فكاك منه تحت أى مسمى
أما نحن فإن لم يكن التهرب هو وسيلة الفكاك فالإعتراض هو البديل .
لذا فلا مخرج أمن من اى أزمة تواجهنا إلا بزيادة الوعى والقدرة على الإستيعاب وأن يضع المواطن نفسه فى خندق واحد مع الدولة وليس ضدها