عبدالحى عطوان يكتب : معالى الوزير رفقاً بنا كلامك صادم ولا يجوز!!!
لم أستطيع صباح اليوم أن أغمض عيناى أو أدير رأسي فى الإتجاه الآخر ويمر حديث الوزير عن ترخيص السناتر مرور الكرام، وكأن شيئاً لم يكن، ولا أكتب عنه ببساطه شديدة معالى الوزير... رفقاً بنا فكلامك صادم جداً!!
وبرغم هول المفاجاة من حديث الوزير، وتكراره أكثر من مرة، إلا أننى في الوقت ذاته أصطدمت برسالة جائتنى من أحد أولياء الأمور، كانت أكثر قسوة وألماً على نفسي، لأنها تمثل قمة الإمتهان في مستقبل طلابنا.. فحواها نجاح إبنه في الصف الثاني الثانوي من أحد المدارس، وحصوله على شهادة موثقة ومختومة بذلك، وعند ذهابه إلى الصف الثالث الثانوى، وجد الطالب نفسة غير مقيد وأسمه غير مدرج بالقوائم، بل غير مسموح له بدخول الصف الثالث، والسبب هو الذى يمثل الحدث الأغرب والكارثى أن الطالب راسب فى الصف الأول الثانوى ؟ والسؤال المضحك في الأمر، كيف أنتقل الطالب للصف الثانى الثانوى وظل طوال عام كامل يدرس؟ ثم كيف أجتاز جميع امتحانات الصف الثانى الثانوى ونجح وحصل على الشهادة وهو راسب بالصف الأول الثانوى، إلم يتم إتخاذ اجراءات رسوبه وغيابه عن الصف الأول
وبقدر صدمتى من هول تلك الواقعة إلا أن الصدمة من تصريحات وزير التعليم كانت أكبر، لأنها جاءت من الرجل الأول المنوط به تطوير التعليم، حينما حاول تبرير وجود الدروس الخصوصية وترخيص السناتر التى تعتبر تعليم موازى لتعليم المدرسة والتى أفقرت المصريين وبرغم علم الوزير بأن كل المؤسسات الدولية الكبرى أكدت على فشل التعليم أون لاين عام كورونا، وأكدت أن المدرسة هى المكان الوحيد للتعليم ولكن الوزير يؤكد على جدواها و إن عائدها المتوقع سوف يتم إنفاقه على تحسين أحوال المدرسين، والغريب فى الأمر لا أعرف كيف نطق الوزير بهذا الكلام ؟ فهل تساوت المدارس فى نظره مع السناتر إلى هذه الدرجة؟!.
منذ سنوات مضت ونحن نطالب ان يكون التعليم مشروع قومى للدولة إلا أن تصريحات الوزير أخذتنا إلى مجهول أكبر لم نؤخذ إليه من قبل ! ومهما كان من ترخيص السناتر هو موقف الدولة الرسمى من أجل زيادة الموارد للخزانه لكن السؤال المرعب مهما حاول الوزير تمرير الفكرة وتبييض وجه الموضوع فى عيون الناس كيف يتصور أنه من المقبول إنفاق عائد نشاط غير مشروع، مثل الدروس الخصوصية، على نشاط مشروع يمارسه المدرسون فى المدارس؟!..
وأخيراً.. كنا نأمل خيراً في الدكتور رضا حجازى على أن يصلح ما أتلفه السابقين لأنه قادم من منبع العملية التعليمية وجاء من بين أبنائها الكادحين لكننى اليوم بموقفه هذا وتصريحاته أكتسب خصوم فوق خصوم ولا يصح أن يظل يستثير أولياء الأمور بحديثه المتكرر فى الأمر ..معالى الوزير رفقاً بنا،
وفى النهاية ...لا يجوز أن تلتزم الدولة الصمت فى مسألة بهذه الخطورة، اليوم نتحث عن ترخيص السناتر.. غداً سوف نتحث عن ترخيص غرف تعليمية، ثم بعدها نتحدث عن ترخيص المقاهى لتكون مكاناً، للتعليم بشرط ذهاب حصة من حساب المشاريب للدولة
٠