عبدالحى عطوان يكتب : نصر أكتوبر والوثائق التاريخية المجهولة
برغم مرور ٤٩ عاماً مضت عن حرب أكتوبر 1973، وأنتصار العسكرية المصرية على العدو الصهيونى، الذى أعاد للأمة العربيه كرامتها وعزتها ،بل أعاد لها الأرض وصان العرض ،مازال المشهد بعبقريته وتفاصيله أمام أعيننا كأنه اليوم ، بألوانه وأضوائه ،وظلاله التى تتحرك مع كل دقيقة، وترسم مع كل لحظة مشهداً، لا يقل فى عظمته من مشهد سبقه .. عواصف النيران ..ضربات الطيران.. قصف المدفعية، القوارب المطاطيه تقل ثمانية آلاف مقاتل ووراء هذه الموجات طوفان من قوات المشاة، والمدرعات فى إنتظار دورها فى العبور، وراء كل هذا الحشد المهيب ، جيش المليون مقاتل. وعندما أرتفع الأذان لصلاة المغرب فى ذلك العاشر من رمضان، كانت مصر تعيش واحدة من أمجد ساعات عمرها، جنودنا على الضفة الغربية من القناة، من يحمل العلم.. ومن يحمل المدفع.. ومن يحمل الشهيد.. خطاب الرئيس السادات للأمه العربيه وجملته الشهيرة" انتصار فى ست ساعات" الأغانى الوطنيه والزغاريد ..بث القنوات وعناوين الصحف.. ونظرة جولدمائير وحسرتها وعبور الأبطال،
اليوم وبرغم مرور كل تلك السنين مازلنا نحن بحاجة ماسة إلى كشف الوثائق التاريخيه، وكافة الحقائق عن اللحظات الحرجة سياسياً وعسكرياً فى تاريخ مصر، منذ وفاة عبدالناصر لتولى السادات، حتى قرار المعركه، ولا نكتفى بسرد نمطى للأحداث بل نتوغل إلى مكونات «الحرب» بمفهومها الشامل..لا نقف عند خطوط النار بل نتجاوزها إلى ما دار خلف مسارح العمليات فى دهاليز السياسة المصرية، من الإستعدادات..التسليح وخطة الخداع الإستراتيجى.. وعبقرية القرار. والتوقيت والأدوار ..والمسرح الدولى أثناء وبعد المعركه و قصة الثغرة بكل تفاصيلها ودور مدن القناة وأبطال المعركة من بداية حامل العلم الى حامل المدفع وحامل الجريح أو الشهيد .
اليوم وبرغم مرور كل هذا السنين مازلنا نحتاج إلى نشر الوثائق التاريخية لكشف الحقائق الغائبه عن الأجيال القادمة والتى لم تعايش ذلك التاريخ من الذل للانتصار عن دور السوفيت والمكاتبات بين السادات وهنرى كيسنجر وزيارته للولايات المتحده عام ١٩٧٥ بعد الحرب بعامان وتسريب الوثائق التى جاءت بكتاب كسينجر فيما بعد خاصة بعد فضيحة وترجيت التى أطاحت به مازالنا بحاجة لكشف حرب البترول ودور العرب خاصة الجبهة السورية التى أندفعت منها ثلاث فرق من المشاة والمدرعات، تكتسح مرتفعات الجولان، لتقذف العدو بنيرانها فى صورة مفاجئة وغير متوقعة.
وفى النهاية ،،،
برغم مرور كل هذا السنين مازالنا بحاجه ماسة إلى مزيد من الأفلام السينمائية، والوثائقيه، والآف الكتب عن ذكرى أكتوبر لإعطاء هؤلاء الرجال الأبطال حقهم الحقيقي والكامل ولا نكتفى بالقليل الذى كتب وصور عنهم فقد خاضوا أهم وأكبر معركة تاريخية أعادت للأمة العربية عزتها وكرامتها وأرضها وكسروا مقولة الجيش الإسرائيلى لا يقهر وحققوا السلام من منطلق النصر والقوة
تحية ذكرى عطرة لهؤلاء الابطال .......
حفظ الله مصر ..وحفظ الله الجيش....